ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Wednesday 06/06/2012/2012 Issue 14496  14496 الاربعاء 16 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بعض المقارنات أبدية لم تبت فيها الأقوال، والفرضيات، ولا حتى النظريات، وكل فريق له من الحجج ما يذهل ويزيد الحيرة، ولعل مسألة الحظ وأنه يسابق الزمن مع البعض، ويزحف مع آخر، ومتوفى عند التعساء، قضية لا يزال الإيمان بها متفاوت بين الناس.

ولأني أؤمن أن الفرص تنتزع بعد البحث عنها، واستفزازها من مرقدها تمهيدًا لصيدها، لذا فإن الحظ يخلق، وليس هدية، ومسألة أن السماء تمطر ذهبًا، والمصباح بعفريته الخرافي، ورسول المعجزات على حصانه الطائر، غير ورادة إلا في قصص الأطفال طبعًا، يوم كان الكبار يرددونها للسيطرة على شهية الصغار المتطلبة دومًا.

ولعل بعض الأفكار المتوارثة ساهمت في تشكيل صور نمطية في المجتمع الواحد، لتحد من قدرات أفراده، على سبيل المثال نرى القيمة المادية لدى بعض الناس يشوبها شيء من الخجل، ويعبّرون عنها كأنها شيء ثانوي وهي أساسية وضرورية، ذلك الشعور تراكمي أصَّلته رؤى بعض الحكماء كأن المال قرين الشيطان والخطيئة، ففي الدرامى العالمية والشرقية غالبًا ما يكون الغني شخصية دنيئة ونصابة ومستغلة، وإن جاءت في قالب النزاهة فتعامل على أنها صورة مثالية، غارقة في التنظير، كذلك الانحرافات السلوكية تأتي لصيقة بالغني أو أحد أبنائه، مع أن المنطق يؤكّد أن الفقر من أقوى أسباب الجريمة والانحراف.

وعلى مستوى البحث والتقديم على وظيفة ستجد أن المتقدمين ذكورًا وإناثاً لا يخرجون عن أربعة أنماط، الأول يطلبها بدرامى توحي لك بأنك أمام “طرار”، يظن الدعوات وتقبيل الأيادي، والتي هي من طقوس “الشحاذة”، ستفي بالغرض، وستثير عواطف أرباب العمل، وبالطبع فإن آخر ما يحتاجه أي مدير، ببغاء يتقن ترديد جمل المعاريض.

والنمط الثاني كل ما فيه يوحي بالبلطجة، من نبرة صوته، إلى لغة جسده، كأنك أمام أحد أفراد العصابات، وتكاد تجزم أن قاموسه الشوارعي، سيمطر الأسماع بوابل من الشتائم، لحظة تعذر الموافقة على طلبه.

النمط الثالث الحساس والذي تحتاج برفقته إلى طبيب نفسي، يترجم صمته وخجله، لتفهم منه ماذا يريد، سريع التراجع، يعاني من عقدة الاضطهاد، كأن العالم تآزر ليحرمه من الرزق!

النمط الرابع وأراه المثالي والذي غالبًا ما يحصل على الوظيفة بأقل جهد، لديه رؤية واضحة عن المنشأة ونشاطها، وجه مرتاح ومريح، وحديث لبق، وقدرة مذهلة على لفت الانتباه، وسيرة ذاتية خطت بإتقان رغم بساطتها، هذا النمط بالكاد يخسر.

والشواهد كثيرة على أن بطالة الحظ غالبًا بطالة عقول، وليست بطالة أجساد، وما يستطيع عمله سين من الناس بالتأكيد يستطيعه صاد، وهي عملية “تشكيل النموذج” التي يقول عنها رتشارد بندلر:”إذا أردت أن تفعل شيئًا لكنك لم تعرف بعد كيف تفعله، فابحث عن شخص يستطيع فعله واسأله”.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
بطالة الحظ!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة