ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Wednesday 06/06/2012/2012 Issue 14496  14496 الاربعاء 16 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

وصل السوق العقاري السكني في مدينة الرياض إلى شبه بشلل نصفي في آخر ثلاثة أشهر؛ فقد انخفض عدد الصفقات من 23689 صفقة إلى 8986 صفقة، بنسبة انخفاض بلغت 62 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. أما بالنسبة للمساحات المتداولة فقد انخفضت من 232 مليون متر مربع إلى 78 مليون متر مربع، أي بنسبة 66 %، وذلك بحسب موقع وزارة العدل.

والمتوقع أن الانخفاض سيستمر، وخصوصاً مع دخول إجازة الصيف وشهر رمضان.

هذا الركود يجعلنا نطرح أسئلة عدة: كيف نفسر هذا الركود رغم إصرار بعض المختصين على أن الطلب على المساكن مرتفع؟ وهل هو ركود مؤقت ثم يعاود السوق العقاري نشاطه؟ ومن هو المسؤول عما حدث وما سيحدث؟ وما تأثير ذلك على أسعار الإيجار؟ وما هي الحلول؟..

في مقالات لي سابقة في العام الماضي في صحيفة الاقتصادية أجبت عن جميع هذه الأسئلة، لكن في وقتها كانت هذه الإجابات توقعات لِما سيصبح عليه السوق العقاري في هذا العام. أما وقد تحققت هذه التوقعات فيجب الإجابة عنها مرة أخرى؛ لأنها أصبحت حقيقة مُرّة، يكتوي بنارها معظم المواطنين.

هناك حاجة إلى المسكن، لكن لعدم وجود القدرة الشرائية فإنه لا يمكن تسميته طلباً كما التبس على الكثير من المختصين. والطلب كانت نسبته قليلة، وهم أناس قدرتهم الشرائية جيدة، وهذه الشريحة شبه اكتفت فتوقف الطلب. والشق الآخر من الطلب هم المضاربين، وكانوا هم أحد أسباب الارتفاع المبالغ فيه للأسعار. أما الآن فقد أُجبر المضاربون على التوقف؛ ما أصاب السوق العقاري بالشلل. وإذا اقتنع المضاربون بأنهم لن يجدوا من يشتري أراضيهم بربح، وهذا ما يحدث اليوم، فإنهم سيتوقفون عن المضاربة كلياً؛ ما سيتسبب في زيادة الركود. أما من ناحية أن السوق يمر بفترة ركود ثم يعاود نشاطه، كما يسوق لها البعض، فأعتقد أن هذا احتمال ضئيل جداً، ولا يمكن أن نعول عليه.

أما بالنسبة لسلبيات هذا الركود، الذي كان سببه ارتفاع الأسعار لمستوى يفوق القدرة الشرائية للمواطن، فإنها كبيرة على المجتمع؛ حيث سيتوقف البناء بسبب عدم وجود جدوى اقتصادية من بناء وحدات سكنية بسبب ارتفاع أسعار الأراضي؛ ما يعني زيادة الطلب على الإيجار، وزيادة التضخم في قيمة الإيجارات.

ورغم أن مسؤولية ما حدث هي مسؤولية من ذكرتهم أعلاه إلا أن المسؤولية اليوم تحولت إلى وزارة الإسكان، وفي كل يوم تتأخر الوزارة في حل المشكلة تزداد المشكلة تعقيداً، وسيستمر التضخم في أسعار الإيجارات بسبب انخفاض المساحات التأجيرية المعدَّة للسكن. ولن يكون هناك حل إلا بإقرار استراتيجية الإسكان الجديدة وخفض أسعار الأراضي، وإلى ذلك الحين ندعو الله أن يعين الذين ينفقون ما يزيد على 30 % من دخولهم على الإيجارات.

BawardiK@
 

الشلل العقاري
خالد البواردي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة