ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Wednesday 06/06/2012/2012 Issue 14496  14496 الاربعاء 16 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

استبشر الناس كثيراً بقيام الجامعات في مناطقهم، والكل يراهن على أن تلك الجامعات ستكون المحرك والقائد للحراك الثقافي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي بمناطقها، أسوة بما تفعله الجامعات في المدن الصغيرة الأمريكية والأوربية.

جامعة الباحة إحدى تلك الجامعات التي بدأت كفرع لجامعة أم القرى قبل أن تتحول إلى جامعة مستقلة قبل أكثر من خمس سنوات خلت. هذه الجامعة تقع في منطقة صغيرة يفترض أن تجد كل الدعم من محيطها الاجتماعي والإداري، لكنها حتى الآن لم تثبت أكثر من كونها مدرسة كبيرة على غرار مدارسنا التي لا تحمل هوية و لا تقدم أكثر من تعليم الطلاب في الفصول ومنحهم شهادات تخرج. تحتاج تلك الشهادات من يؤكد جودتها!

لم تقدم الجامعة خلال خمس سنوات أية مبادرة علمية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية بمنطقتها تستحق التنويه. وجاء منتدى الاستثمار الذي عقد بمنطقة الباحة مؤخراً ليؤكد رسوبها وغيابها عن المشهد التنموي بمنطقتها. فبينما كان كبار المسئولين في قطاعات الدولة يتحدثون عن رؤيتهم ومساهماتهم في تنمية المنطقة لم يتجرأ مدير الجامعة أو أحد وكلائه أو عمداء كلياته بالحديث عن دور الجامعة فانتدب متحدثاً غير سعودي قدم فاصلاً من الحديث أضحك المتفرجين وأبكى الغيورين على الجامعة. طبعاً لا ننكر مشاركة بعض منسوبي الجامعة كموظفين بأسمائهم في اللجان المنظمة، لكن ذلك لا يعتد به طالما لم يأت ضمن مبادرة تقدمها الجامعة وتفخر بها...

لماذا استطاعت إمارة الباحة تنظيم منتدى بكل تلك الفخامة و استطاعت الشؤون الصحية بالمنطقة تنظيم عدة مؤتمرات طبية واستطاع النادي الأدبي تنظيم أكبر مهرجانات الشعر والرواية في العالم العربي ولم تستطع جامعة الباحة أو لم تبادر بتنظيم ولو مؤتمر علمي واحد، يشار إليه بالبنان؟ لماذا تستطيع جمعية تعاونية تنظيم مهرجان صيفي بديع تفتخر به منطقة الباحة بينما الجامعة تصبح بيوتاً خاوية أثناء فترة الصيف وموسم السياحة الذي يمثل الميزة النوعية لمنطقة الباحة؟

أين هي زيارات الطلاب من جامعة الباحة وإليها من الجامعات الأخرى، حتى نقول بأن الجامعة تلعب دوراً تعريفياً ثقافياً بالمنطقة؟ أين هي مبادرات الاستقطاب الدائم والمؤقت التي نفذتها الجامعة للخبرات المميزة من الداخل والخارج؟ ما هي الميزة التي تجعلنا نتعرف أو نعرف جامعة الباحة بها عند مقارنتها بالآخرين؟

أطرح التساؤلات وأتردد في طرح التشخيص. لكن الحقيقة المرة هي عجز إدارة الجامعة وانعزال قيادتها عن محيطها الاجتماعي، بل وعن أعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة، ومحدودية طموحها أو قدراتها في تبني مبادرات حديثة متطورة. لا أدري هل السبب هو عدم الإحساس بالانتماء بدليل عدم قضاء الأسبوع كاملاً بالجامعة في حالات كثيرة أم أنه تكرار لتجربة ترعرعت فيها قيادة جامعة الباحة، أم أنها قدرات إدارية تلك حدودها؟

أعود إلى منتدى الاستثمار فأشير إلى سمو أمير المنطقة. يا سمو الأمير لديك الجامعة، أهم مفتاح لتنمية الباحة وبرامجها السياحية والثقافية والعلمية والاجتماعية، لكنه بكل أسف مفتاح معطل فابحث عن أسباب تعطله و لا تتردد، إن اقتضى الأمر، السعي لدى المعنيين نحو تغيير الحاجب الذي خبأ ذلك المفتاح الجميل. أرجو ألا تصدق سمو الأمير حجة مرحلة البناء فالجامعة الحقيقية تسير في خطوط متوازية في تطويركلياتها ومعاملها وبرامجها البحثية والثقافية والتعليمية والاستثمارية، ولا تتوقف على مسار واحد وإلا فإنها ستعيش عمرها تسير بشكل معوق لأنها لم تتدرب على المشي بشكل صحيح مبكراً في عمرها.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
منتدى الاستثمار وختم الرسوب لجامعة الباحة
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة