اعتبرت الدكتورة لولوة القويفلي أن الحس الأمني متولد داخل النفس الإنسانية والتي تعتمد على أساليب وعوامل موضوعية تؤدي إلى توقع الجريمة بقصد منعها وإلى ضبط مرتكبيها، مؤكدة أهمية ذلك الحس بسرعة الوصول إلى أدلة تؤيد أي إجراء يقدم عليه ضابط الأمن، وقالت القويفلي أثناء ورشة عمل طرحتها في اليوم الأول من احتفالية حرس الحدود بالمئوية والتي كانت بعنوان (أخلاقيات العمل من منظور إسلامي، الحس الأمني لدى مفتشات حرس الحدود أنموذجاً) أن الحس الأمني يتميز بقدرته على جعل الإنسان يتوقع العمل الإجرامي والتنبؤ بحدوثه ومن ثم يتخذ الإجراءات التي تكفل منع وقوعه، أو على الأقل الحيلولة دون استعجال آثاره، أو الإسراع في ضبط مرتكبيه.
وأضافت أن المهارات الأمنية لمفتشة الأمن تعاني مما يمكن وصفه بالأزمة المتمثلة في قلة الاهتمام بتلك المهارات، وعدم السعي إلى تطورها، وكذلك عدم الحرص على حسن توظيفها، وأضافت: "لعل ذلك يظهر بوضوح فيما أصبحت تعاني منه الكوادر الأمنية في العديد من المجتمعات من إفلاس يتمثل في أدائها لمهامها بشكل نمطي متواتر يبعد تماماً عن الإبداع أو الحماس أو الرغبة في التطور الدائم والمستمر".
وقالت إن العناصر الإجرامية والتنظيمات الإرهابية لا تألو جهداً في تجنيد المرأة في مختلف المجالات التي تدر الربح أو تسهل للمنظمات الإجرامية والإرهاب الحركة بسهولة ونقل الأموال والممنوعات بعيداً عن أعين الرقيب.
وأضافت معتبرة أن وجود المرأة في أي عمل على الإطلاق هو من أخلاق العمل في الإسلام وبهذا سجلت نجاحاً كبيراً في العمل الأمني على وجه الخصوص، باعتبارها قائداً وموجهاً للسلوك على مختلف المستويات سابقاً بذلك نظريات الإدارة الحديثة بقرون متعددة.
وفي سياق ذي صلة اقترحت دكتورة لولوة أنه يجب التصدي لمحاولة المروجين باستغلال المرأة في عملياتهم بإخفاء المهربات تحت ملابسهن أو بالتنكر بزي نساء أو في قيام البعض منهم باستغلال وجود أسرهم معهم في السيارة للعبور من نقاط التفتيش بالمخدرات مستغلاً حجم الاحترام الذي يعطيه رجال الأمن للأسر في عدم تفتيشها، ونظراً لاستغلال عناصر الإرهاب هذه الخصوصية وهذا العزل النسائي لأمور كثيرة غير سليمة، لذا اعتبرت الدكتورة أنه لا بد تواجد المرأة في مواقع التفتيش للمطابقة والتعرف على هويات المتنقلات عن طريق الحدود.
وأضافت: "أوصي بمزيد من الاهتمام في اختيار مفتشات الأمن ومراعاة توافر دقة الملاحظة وسرعة البديهة لمن يتم اختيارهن للعمل في الأمن عامة وحرس الحدود خاصة"، مع أهمية التعرف على المعوقات الوظيفية التي تحد من انخراط المرأة في مجال العمل الأمني لإيجاد الحلول لها من خلال برامج متخصصة، حيث تم إلحاق المرأة برتب عسكرية في حرس الحدود فإنه ينبغي التركيز على تعزيز الخلق عامة والحس الأمني خاصة".
