ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Thursday 07/06/2012/2012 Issue 14497  14497 الخميس 17 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

ما إن حطّت طائرة الميدل إيست متأخّرة ساعات في مطار الكويت الدولي، حتى استوعبنا سبب التأخير في الإقلاع من بيروت. آثار العاصفة الرملية الشديدة كانت واضحة في المدرج، وبعده على الطرقات..

وفي المباني. لكن الكويتيين يتفاءلون رغم قساوة الغبار بـ»الطوز» ذلك أنّ له فوائد في تخفيف الحرارة وفي فلترة الجو حتى مياه البحر التي تعانق الكويت.

في برلمان الكويت أيضاً، «عاصفة» لا تقل حماوة وفائدة. استجواب لا يتوقّف لمجلس النواب بأعضائه الخمسين للحكومة المؤلّفة من ستة عشر وزيراً، ويكاد لا يمرّ يوم إلاّ ويتم فيه استجواب وزير من قِبل التيارات المختلفة الممثّلة فيه، خصوصاً المعارضة.

في لقاءاتك مع المسؤولين الكويتيين، يكشفون عن فخرهم بالديموقراطية المترسّخة في برلمانهم وفي مجتمعهم «مثل لبنان». ويذكرونك بالصحافة الكويتية الحرّة، التي لحقها في السنوات الأخيرة إنشاء مؤسسات إعلامية خاصة بعد إنشاء قانون خاص للمرئي والمسموع.

وفي السياسة، الكويت ترأس حالياً مجلس وزراء الخارجية العرب، والقضية الطاغية في جدة الآن، وفي الكويت وفي دول المجلس كافة الموضوع السوري، ومعه موضوع لبنان.

يبدأون من لبنان، «الأخ الأصغر» للكويت. وهي لا تتخلّى عنه كما لم تتخلَّ عنه في السابق. «القضية لا تتعلّق بمصيف الكويت الرئيسي» بل تتعلّق بشقيق يجمعه بالكويت تاريخ من القربى والمصاهرة والأخوة العربية. ولطالما أيّدت الكويت لبنان في قضاياه في المحافل الدولية، وساندته ضد إسرائيل ووقفت معه مالياً في إعادة تنميته خلال الحروب وبعد الاعتداءات و»في كل الأوقات». وأكبر دليل على ذلك المبالغ الكبرى التي تقرّرها الحكومة الكويتية لحصّة لبنان من مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية. وتسمع تأكيداً من المسؤولين في الكويت بأنّ هذه السياسة مستمرة بقرار من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح ومن الحكومة الكويتية والبرلمان.

والشيخ صباح معروف عنه دعمه الخاص بلبنان، منذ ترؤسه اللجنة العربية في بيت الدين في سبعينات القرن الماضي في محاولة لوقف إطلاق النار بين الأطراف اللبنانية وغير اللبنانية على أراضي لبنان!

قبل أيام، زار الرئيس ميشال سليمان الكويت وأميرها الشيخ صباح ليطلب طلبين:

العودة عن قرار الكويت بتحذير رعاياها من السفر إلى بيروت، ومساعدة الكويت بمساعيها الطيبة مع «كل الفرقاء» للعودة إلى طاولة الحوار. وفي هذا الموضوع، نشرت صحف كويتية أنّ سليمان تلقّى وعداً من أمير البلاد بذلك.

في سفر الكويتيين إلى لبنان، يشير مسؤول كويتي لكاتب المقال إلى أنه يجب الانتباه إلى أنّ دعوة الرعايا الكويتيين بعدم السفر إلى لبنان، جاءت من وزارة الخارجية التي من واجبها أن تفعل ذلك، عندما يتعلّق الأمر ببلد فيه مخاطر أمنية كلبنان حالياً. ويوضح أنّ الدعوة هي بمثابة «تنبيه لا منع من السفر». ويذكر بأنّ الكويت حذت حذو دول مجلس التعاون الخليجي في التنبيه المذكور، بمعنى أنّ التخوُّف من الذهاب إلى لبنان كان خليجياً عاماً. وفي أي حال، «عندما يستقر الأمن في لبنان، فإنّ دعوة وزارات الخارجية الخليجية لرعاياها بتجنُّب السفر إلى لبنان، أو لمغادرتهم البلد، تسقط بفعل وجود الأمن»!

أما في دعوة الكويت لمساعدة سليمان في «إقناع» كافة الفرقاء في الحوار فـ»لأنّ الكويت لها علاقات طيبة مع الدولة اللبنانية ومع مختلف الاتجاهات السياسية في لبنان».

وعن سوريا - لبنان، يقول محدثوك إنّ الوضع السوري لا بد أن ينسحب على لبنان. لكنهم يسارعون إلى القول بحزم إنه لو تضافرت جهود السياسيين اللبنانيين على عدم الإصغاء إلى الإملاءات أو الانجرار إلى الحرتقات الأمنية وغيرها، فإنّ لبنان يستطيع فعلاً أن ينأى بنفسه عما يحاك له.

ويرون أنّ التخوُّف من امتداد الاشتعال الأمني في طرابلس إلى مناطق أخرى في البقاع مثلاً أو بيروت، يكشف حزب الله، الطرف الأقوى في الحكومة، والذي ليس في مصلحته أن يفعل ذلك.

وعن سوريا - النظام، يؤكد محدثوك أنّ الكويت راقبت في البداية ما يجري بشكل مدروس، وأيّدت حل الجامعة العربية في إطار الحل العربي الجامع.

والكويت الرسمية اليوم ترأس مجلس الجامعة العربية الذي يتخذ قراراته المعروفة الآن بالنسبة للموقف من النظام السوري ومن سوريا. أما في الكويت الشعبية فلا يكاد يحصل اجتماع إلاّ ويتم فيه جمع تبرعات «دعماً للشعب السوري».

في الكويت غبار «مفيد» وفي سوريا «غبار» المعارك الداكن والقاتل! أما في لبنان فـآثار «غبار» خلافات سوريا مع العرب. وأنا، مثل الكويتيين، أحب سماء لبنان الصافية وبحرَه الجميل، وهواء جباله المنعشة!

إعلامي وكاتب لبناني
 

غبار الكويت.. و«غبار» سوريا ولبنان!
منير الحافي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة