ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Thursday 07/06/2012/2012 Issue 14497  14497 الخميس 17 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

- عشرات الرسائل الإلكترونية يومياً ترد إلى الهاتف المحمول، جلها تدعو للفضيلة والصلاح في النفس والسلوك مع الفرد والجماعة.

- رنين منبه الجهاز لا ينقطع بوصول مزيد من الرسائل الداعية للتسامح والتقوى والإيثار ولين الجانب.

- كل يفتي بواسطة وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي برسائل تحمل فنون الإبداع بالإخراج والزخرفة، ومنها ما تحمل بين أسطرها رائع البلاغة وجاذب المفردات.

- الصغار والكبار نساء ورجالاً تحولوا إلى دعاة ومفسرين ومفتين، وإن لم يحملوا من العلم إلا قليله، فذخيرتهم تكرار رسائل واردة.

- جهدهم ينصب على استحلاف المستقبل بألا تقف عنده ويحمّله ذنب عدم إرسالها إلى عدد ربما حدده ليتم به الأجر والثواب، وكأنه اتخذ على الله عهداً بذلك (سبحانه).

- جرأة عظيمة تصل أحياناً إلى مراحل متدنية من الجهل بأن يدخل أحدهم إلى خصوصيتك عبر جهازك الشخصي ويملي عليك رسالة ويهددك بالعواقب الوخيمة إن لم تعمل بها وتعيد نشرها.

- من يتمعن في كثير من الرسائل يجدها لا تستند إلى دليل، وربما أسست على روايات يعرف علماء الحديث قدر ضعفها ومنها ما هو مكذوب دون علم ودراية من متداولها بسطحية المقلد.

- بمثل ما تسري الإشاعة في المجتمع بسرعة البرق، نجد الكثير من هذه الرسائل كذلك، عجيب أمرنا في تناقل الكلام والروايات دون تثبت وتفكر في مقاصدها وآثارها وانعكاساتها على المجتمع.

- إذا كنا نملك هذه الألسن التي تقطر شهداً صافياً وتنبئ عن وعي (مزعوم) وتفصح عما في الضمائر من مكنون النقاء والطهارة التي إن لم تتوافر فنحن على الأقل نتمناها، وإذا كان خطابنا بهذه الأنوار الروحانية الناصعة؟

- إذاً لماذا لا نرى مجتمعنا يخلو من الرذيلة والفحش والسرقة والغيبة والنميمة وملحقاتها مما يعد من رذائل الأخلاق ومنحط السلوكيات ودونية التعامل؟

- هذا المجتمع الذي تحول إلى دار للإفتاء والدعوة، ومجمع علمي وفقهي، ومنتدى أدبي يشرق على مدار الساعة بصنوف الحكمة وفنون الآداب ويبثها عبر وسائل التقنية، لم لا يفعل ما يقول ويعمل بما ينصح به ويظهر ما يبطن، ليكون مجتمعنا شبه مثالي كما ينادي به المجتمع كله عبر رسائله؟

- لماذا نحن بهذا المستوى الاجتماعي من التذبذب وسوء الفهم لبعضنا إذا كان الجميع (يظهرون) بهذه الصورة المشرقة، والشفافية وحسن الخلق والحمية.

- الشيء المؤكد أن الرسائل وإن اتخذت منهج الوعيد فلن تفيد كثيراً إن لم يتبعها عمل صالح يبدأ ممن أنشأها وصاغها كقدوة صالحة ونواة قيادية دعوية اجتماعية لا يعرف عنها إلا اقتران القول الناصح بالفعل الصالح، حتى نتجاوز ولو قليلاً من الخلل الاجتماعي والتفكك الأسري بما فيه من خلافات ومشاحنات وطلاق وتعارك بين الأخ وأخيه.

- يبدو لي أن من أسباب هذا الخلل أن كلاً منا يرى أنه الفاضل وغيره في ضلال مبين، وقرأت أن عمر بن عبدالعزيز قال: كونوا دعاة الله وأنتم صامتون، قالوا: كيف؟ قال: في أخلاقكم.

t@alialkhuzaim
 

مجتمع مثالي بالرسائل
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة