ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Thursday 07/06/2012/2012 Issue 14497  14497 الخميس 17 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

           

وفق المقاييس يُعد النظام السوري ساقط الشرعية، شكلاً وموضعاً، فالنظام ورغم تصعيد الحل الأمني واندفاع بشار الأسد إلى العمل العسكري العنيف الذي استعمل كل الآليات والأسلحة بما فيها الطيران العسكري والصواريخ والمدفعية البعيدة فضلاً عن إطلاق مجاميع «الشبيحة» والخارجين على القانون لتنفيذ مجازر في العديد من المدن السورية مما أوجد حالة من الخوف وعدم الأمن وضياع الاستقرار في ربوع سوريا.

كل هذه الأوضاع مع انتشار التظاهرات وحتى المواجهات المسلحة في أكثر من خمسمائة نقطة بعضها في العاصمة السورية والمدن الكبرى، ينزع الشرعية عن النظام السوري الحاكم، فهذه الأوضاع تؤكد بأن النظام لا يحكم، وأن سيطرته ورغم كل قدراته العسكرية تغيب في المساء، ولا تحضر إلا في النهار الذي يشهد كثيراً من المظاهرات والمواجهات المسلحة التي يعجز النظام الرسمي من مواجهاتها فينتقم من المدنيين وسكان المدن فيرتكب المجازر الواحدة تلو الأخرى والتي كان آخرها مجزرة الحولة التي راح ضحيتها 118 مواطناً سورياً أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء الذين ذبحوا بعد ما وثقت أيديهم خلف ظهورهم.

مثل هذا النظام الذي فقد شرعيته في الداخل ليعزز تآكل الشرعية الدولية المتنامية بعد أن طردت معظم الدول سفراءه، وحتى من كان يسند النظام لأسبابه المصلحية من طائفية كالنظام الإيراني الذي لا يريد أن يفقد نظاماً ساعده على التمدد داخل المنطقة العربية ومد نفوذه إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، إذ أصبح لنظام إيران الطائفي نفوذ في لبنان وغزة وسوريا ليكتمل تقوس «الهلال الطائفي» الممتد من طهران مروراً ببغداد ووصولاً إلى دمشق وغزة لينتهي في بيروت مع استمرار العمل على مد النفوذ الطائفي الفارسي إلى مناطق عربية أخرى حيث ينشط عملاء إيران من عناصر حزب الله اللبناني وحماس في سيناء طامعين أن يكون لهم وجود في مصر من خلال وصول من كانوا حلفاء لهم للحكم.

أما روسيا والتي تعمل على توريط الصين معها فإنها لا تخفي سعيها إلى بناء تحالف مع إيران لمواجهة إقصائها عن المنطقة التي تعزز روابطها مع الغرب لأن الغرب كانوا أكثر تفهماً وإجادة لقراءة المتغيرات التي تشهدها المنطقة، فالروس والصين معاً وبدلاً من التوافق مع رغبة الشعب العربي في التغير ودعم مطالبه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية تتواجه في طريق معاكس دعماً لأنظمة قمعية وممقوتة كنظام بشار الأسد ونظام ملالي طهران وكلاهما مهددان بالسقوط بعد رفضهما من قبل شعوبهما، وهو ما يهدد مصالح روسيا والصين في الدول العربية وبالذات في دول الخليج العربي التي ترى أن موسكو وبكين تدعم أنظمة تعادي شعوبها وتقوم بأعمال تضر بمصالح وأمن الخليج العربي.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
موسكو وبكين تهدمان مصالحهما في المنطقة العربية
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة