أعتقد (جازمـــاً) أن محافظة حفر الباطن التابعة لإمارة المنطقة الشرقية هي من أكثر محافظات المملكة نمواً وتنمية وتقطنها تركيبة اجتماعية مميزة من مختلف القبائل ومن حواضر مختلف المناطق أيضاً مما أوجد نسيجاً اجتماعياً موحداً ومتآلفاً يُجسد وحدة أبناء هذا الوطن العزيز، تلك الوحدة المباركة التي أرسى دعائمها مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه -، نقول بالإضافة إلى هذا التمازج الديمغرافي الجميل تُعتبر محافظة حفر الباطن أكبر موئل للثروة الحيوانية في العالم العربي وتعتبر أسواق الماشية فيها من أكبر أسواق الشرق الأوسط لتجارة الماشية. هذا بالإضافة أيضاً إلى موقعها الإستراتيجي الهام الذي يربط المملكة بدولة الكويت من جهة والجمهورية العراقية من جهة أخرى، ناهيك عن طريق الشمال الذي يربطها بدول الخليج من الشرق وبلاد الشام من الغرب ووسط الجزيرة العربية جنوباً أي انها ملتقى التجارة الدولية القادمة من كل الجهات، كما أن محافظة حفر الباطن من أسرع المناطق تطوراً (سكانياً وعمرانياً) وازدهاراً تجارياً يبعث على الازدهار والإعجاب لكونها منطقة صحراوية سرعان ما نهضت هذا النهوض المدهش بالمقارنة مع مثيلاتها من سائر المحافظات، لهذا فإن هذه المنطقة - النموذج - والتي (أعتقد) أنها مكتملة الخدمات من حيث البنية التحتية - مع أن هذه البنية - غالباً - لا تكتمل لأنها بحاجة إلى تطوير دائم لا يكتمل هو الآخر إلا بتطوير البنية الفوقية وأعني بذلك (الوعي، الحس الوطني، الاستيعاب الحضاري، تحقيق الأمان، صحة الأبدان، التعليم بكل مراحله ولاسيما (المراحل العليا) وهنا مربط الفرس، لأن تلك المنطقة هي بأمس الحاجة اليوم إلى صرح حضاري علمي شاهق يستقطب أبناء المنطقة الذين يشكلون أعداداً هائلة من خريجي الثانوية والذين يتوزعون في سائر مناطق المملكة لعدم توفر هذا الصرح في منطقتهم الناهضة، لذا فإن محافظة حفر الباطن وفي زمن (ملك العلم والتعليم وباني الجامعات والمشاريع العلمية الكبرى) الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أقول إن محافظة حفر الباطن بأمس الحاجة إلى جامعة تكون بمثابة منارة سامقة شاهقة تذكرنا اليوم وتذكر الأجيال القادمة بمنجزات عهد (عبدالله).