ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 08/06/2012/2012 Issue 14498  14498 الجمعة 18 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

ذو الوشاح

رجوع

 

ذو الوشاح يغطي السواد زوايا الصورة معلنا الحداد يرتدي الصغير معطفه الأحمر يشم رائحة والده المغدور يبكي فراق الأحبة الحروب كانت بعيدة مدينة تغزو مدينة أصبح اليوم سيدها هو قاتلها وحارسها هو جلادها.

الدبابات تغزو الشوارع تقذف بقوة بقسوة تخترق الجدران والأجساد، يسقط خالد وسط الركام نظرات الصغير تحاكي نظرات خالد يودع خالد النهار.

تصبح الصورة أكثر عتمة تسمع صوت النحيب صوت البارود صوت الأمهات الثكلى عويل وصراخ دماء هنا وهناك شظايا في كل مكان النيران هي العنوان الصغير مكلوم لا يعلم ما حل بالحاكم والمحكوم يصرخ: أين أبي؟ قتلتم أبي، أريد أبي. يحتضنه رجل كبير يقرأ علية آيات الرحيم.

تصبح الصورة أكثر بأسا وظلاما يسقط الرجل الكبير عجزا و قهرا جثة هامدة يفجع الصغير يصبح الموقف أكثر رعبا يراقب، يصمت، يبكي لحظات يعم الصمت تتساقط الجثث واحدة تلو الواحدة.

البيوت تختفي، الأصوات تصمت النيران تنطفئ، الأكفان تتحرك، جنازات مهيبة الظلمة حالكة والأكفان مضيئة تسير بخطوات عسكرية لا يوجد أفراد ولا جماعات لا أطفال ولا نساء الأكفان تحتشد أمام السور والباب الكبير.

يرتعب ذو الوشاح يأمر بإغلاق الأبواب يسقط من يده ألف سهم ومن رأسه ألف سيف يحاول إمساك المفاتيح يتفاجأ بسقوطها واحدا خلف الآخر ينادي السفير والوزير يخذله الموقف يهزمه الدعاء بزلزال عظيم تتساقط الجدران رغم الحارس يختفي السور تسقط الأبواب تسير الأكفان تجاه المرعوب بصمت مهيب.

يلتزم ذو الوشاح السكوت ويترقب يومه المفجوع يلتزم الصمت يرفع رايته كالمعتاد يحاول إمساك الأمور لكنه في يومه الموعود ما عادت تنفع الأعذار هكذا نهاية الجزار.

هيفاء صفوق

 

رجوع

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة