ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 08/06/2012/2012 Issue 14498  14498 الجمعة 18 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الأسد ولعبة الدومينو
عبدالرحمن الطريري

رجوع

 

مر أكثر من عام على شرارة الثورة السورية، لا النظام رضخ ولا الشعب أذعن، مجلس الأمن لم يتخذ قرارا بأي خطوة عسكرية تجاه سوريا، كما حدث في الحالة الليبية، إيهود باراك عاتب قبل شهر الإدارة الأمريكية بأنها تقسو على نظام الأسد، روسيا تدعم وإيران تستميت والعراق يقدم الإمدادات بسخاء.

إذن هل سقطت الثورة السورية بالقمع؟ هل نجح النموذج الإيراني في قمع الثورة الخضراء؟

الحقيقة الصادمة أن النظام السوري دون دعم أحد قادر على قمع الشعب السوري حتى آخر مواطن، وهذا ليس لقوته بل لتركيبته الأمنية التي تشبه حلقة من الجنود، كل شخص منهم يصوب سلاحه إلى الشخص الذي بجواره.

وهذا ما جعل الانشقاقات العسكرية رغم تزايدها مؤخراً ما زالت قليلة نسبيا، كل ما يخشاه أي قائد في الجيش حين يفكر في الانشقاق، هو معرفته بوحشية النظام، علماً بأن انشقاقه هو حكم بالإعدام على كل من يمت له بصلة.

من الناحية الأخرى، الثورة السورية على الأرض أو «معارضة الداخل» إذا صح التعبير، هي ليست تنظيما مسلحا من كتائب منشقة من الجيش، بقدر ما هي أبناء مناطق، يدافعون عن منطقتهم ونسائهم وأطفالهم، ونظام الأسد لم يترك بيتاً إلا وله ثأر منه.

فهم تركيبة ثوار الداخل يساعد في فهم صمود الثورة، فثوار الداخل يرون أن خسارة التراجع أعظم من خسارة الصمود، ويرون أنهم أمام نظام وحشي لو تراجعوا، ستستباح أعراضهم، وبالتالي شرف أن يموتوا دون ذلك.

النظام السوري يحاول تقليل الخسائر في صفوفه بقدر المستطاع، وذلك بعدم الدخول والقتال في المناطق التي تسقط منه، بل إيثار دكها بالمدفعية والطائرات، ويراهن النظام على الوقت وقطع الماء والإمدادات عن المناطق التي تخرج عن طوعه، كما أن الدك العنيف بالمدفعية وتدمير البيوت على أصحابها، يمنح النظام وسيلة للترهيب عسى أن تنكفئ الثورة.

كيف يمكن للثورة السورية أن تنجح؟ وهل يمكن أن تنجح والنظام بهذه الصلابة؟

النظام السوري قوي وهش معا، لأن مصدر قوته هو الرعب الذي يسكن كل المحيطين بالنظام، خصوصاً الجيش، وسقوط النظام سيكون أسرع من سقوط صدام الدراماتيكي، بمجرد تحليق أول طائرة أجنبية في سماء دمشق، أو تزامناً مع حظر جوي كما تم في بنغازي، لأن قيادات الجيش السوري لا تحتاج أكثر من استشعار الرغبة العالمية في إسقاط النظام، حتى يهرع كلٌ للنجاة بنفسه.

قيادات الجيش لا تخشى أكثر من كون المجتمع الدولي لا يرغب في القضاء على الأسد، ولا يرغب في تغيير هذا النظام الفاشي، ومتى استشعروا الرغبة الحقيقية بالتغيير، سيكونون أول من يدعمها، وفقط حينها سينتهي مسلسل الدم، الذي أبدع فيه الطبيب الفاشي بشار الأسد.

 

رجوع

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة