ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 08/06/2012/2012 Issue 14498  14498 الجمعة 18 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

           

في الأسبوع الماضي نظم الاتحاد السعودي لقوى الأمن الداخلي ملتقى الأمن والرياضة السنوي في دورته الأولى وكانت بعنوان (العنف والتعصب في الملاعب الرياضية وأثره على الحالة الأمنية), شهد هذا الملتقى العلمي التنويري مشاركة المختصين من الأكاديمين والخبراء والمفكرين ورجال الإعلام والصحافة, بأوراق عمل ذات علاقة بظاهرة التعصب الرياضي كظاهرة عالمية, تناولت إرهاصاتها, ووصفت أثرها على المجتمع, وإبعادها الأمنية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والرياضية والصحية.. وطرق وسبل المعالجة لهذه القضية المجتمعية الخطيرة, من خلال التوصيات والمقترحات والرؤى العلمية التي تمخضت من رحم أوراق المشاركين في الملتقى, وإستراتيجيته التي تتكئ على وضع الأسس والضوابط وفق عمل منظومي متكامل الأطراف بين الجهات ومؤسسات المجتمع التي لها علاقة في نشوء ونمو هذه الظاهرة المزعجة في المجتمع الرياضي تحديداً.. بدءاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأهمية تفعيل أنشطتها الاجتماعية والثقافية والحوارات بين الأندية, والرقي بالرسالة الرياضية, ودورها في تعزيز روح المعارف والتعارف وتأصيل وتفصيل القيم الأخلاقية, وتكريس المعايير الاجتماعية, وتجسيد الدور الفعلي للأندية الرياضية في خدمة المجتمع, وحثها على إعادة صياغة وتنظيم وصيانة سلوكيات اللاعبين والإداريين في المنافسات الرياضية وتفادي الشحن الجماهيري الذي يشكل أرضية خصبة لنمو خلايا التعصب الرياضي وفيروسات التطرف الفكري, مرورا بوزارة الإعلام والثقافة, التي تلعب دوراً مفصلياً في الحد من انتشار ظاهرة العنف والتعصب الرياضي, وربما أن التوصيات العلمية للوزارة ذات الجناحين الثقافي والإعلامي.. وهي التأكيد على كافة وسائلها الإعلامية (المرئية والمسموعة والمقروءة) ضرورة نشر ثقافة الفوز والخسارة والتحلي بالروح الرياضية في المجال التنافسي وتنظيم دورات تدريبية للعاملين في الإعلام الرياضي على ثقافة الحوار الحضاري البناء والتواصل مع الجميع بكل وعي ورقي وموضوعية وحيادية, ومراعاة لغة التخاطب وشيمها الإيجابية أثناء التفاعل والتعاطي مع الحدث الرياضي.. بهدف البعد عن إرهاصات التعصب الرياضي وعدم إثارة الجماهير, كما أن وزارة التربية والتعليم تتحمل جزءاً من المسؤولية في ظل قصورها الواضح المتمثل في ندرة إقامة وتنظيم المحاضرات والندوات العلمية في المدارس بما يضمن نشر ثقافة تقبل الفوز والخسارة وحث المعلين والمعلمات العاملين في الميدان التربوي على تكريس لغة الحيادية والبعد عن استخدام الألفاظ والشعارات التي ربما تساهم في تنمية فيروسات التعصب المقيت بين الطلاب والطالبات, إضافة إلى دور وزارة الشؤون الإسلامية التي يقع على كاهلها جزء من المشكلة من واقع عدم توجيه خطباء الجمعة في حث المواطنين على التقييد والالتزام بالسلوك الرياضي الحميد الذي ينسجم مع شريعتنا الإسلامية السمحة ويتناغم مع قيمها الدينية, إلى جانب تنظيم المحاضرات التوعوية والندوات التنويرية في الأندية الرياضية تحديدا.. فيما يتعلق بمخاطر وآثار التعصب الرياضي على سلوك الفرد والأسرة والمجتمع, وهنا تتضح أهمية النهوض بقالب التنوير الفكري, وتوعية الرياضيين, وتكريس الوعي للمفاهيم الراقية, من خلال التعاون المشترك بين مؤسسات المجتمع المعنية, على اعتبار أن التعصب الرياضي ظاهرة اجتماعية نفسية.. والرياضة إحدى الأنشطة الاجتماعية التي يظهر فيها العديد من العمليات الاجتماعية المتنوعة, وبالتالي يشكل التعصب ظاهرة اجتماعية موجودة في الوسط الرياضي, ولخطورة هذه القضية المجتمعية كونها تؤدي إلى نمو خلايا التعصب الفكري, ويرقات الغلو الجاهلي, والتشدد بالرأي وعدم احترام الآخر وقبوله.. وإلى انتشار الكراهية والعنف والعداوة والبغضاء.. وإثارة الشغب والتخريب.. فصارت معدلاتها تنشط وتتكرر بتكرار المباريات التنافسية, وربما أن إرهاصات هذه السلوكيات الخارجة عن قواعد الضبط الأخلاقي والأمني.. لا ريب تهدد البناء الاجتماعي. إذا استفحلت مثالبها, واتسعت مساحتها, وانتشرت آفاتها.. فهي أولا وأخيرا قضية تتعلق بقضية فكر وتلوثه..!!, لذلك نحتاج في مجتمعنا الفتي الذي يعيش مرحلة شبابه هذه الأيام.. باعتبار أن 65 % من تركيبته الديموغرافية (السكانية), هي من فئة الشباب, مزيدا من الملتقيات العلمية, وورش العمل الإثرائية, والندوات الثقافية المكثفة.. للرقي بفكر ووعي وثقافة الرياضي أو المتلقي.. فالدور التوعوي والاتجاه التنويري.. ثقافة متأصلة في المجتمعات المتحضرة التي حاربت الظواهر الاجتماعية المختلفة بمنهجية وسلاح وقوى الفكر العلمي, والعقل التنويري الرشيد, كما نحتاج أيضا إلى مزيد من الدراسات العلمية والبحثية عن هذه الظاهرة المجتمعية المؤثرة, للوصول إلى بوابة الحلول الناجعة, بما يضمن الحد من انتشار بعض السلوكيات والممارسات والتجاوزات المناهضة التي تتنافى مع قواعد الضط الاجتماعي, وترسيخ المعاني الصحيحة للانتماء الرياضي.

Twitter@kaldous1
 

التعصب الرياضي والملتقى العلمي
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة