ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Sunday 10/06/2012/2012 Issue 14500  14500 الأحد 20 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

دعونا نحترف بثبات كيف نقطف الزهرة، وعذق البلح، وكيف نرسم مجرّات الفلك وخيوط المطر، وكيف هو الحبر والمحبرة، والقياس والمسطرة، والبحر والباخرة، والحسناء والساحرة، وكيف نعزف ترانيم رخامية لها شكل الهدوء، ونمتهن رفع الأذى عن الطُّرقات، وكيف نبث السلام

والحبور والوئام، ونسحب بابتساماتنا فتيل الاحتقان، وكيف نحط رحال الفرح، ونشيد مواسم الأمل، ونغرق بلون البنفسج ورائحة الياسمين، وكيف نضيء الليالي بتراتيل الدعاء، ونراهن بأنّ الحياة جميلة، وبأنّ وسائد السعادة هي الوسائد، وكيف نضبط الوقت والوعد والعمل، ونعرف بأنّ الطحالب شنيعة، وأنّ الخراب مرير، وأنّ النعيق كريه، وأنّ الإشاعة كلون الرّماد، وننفض عن أكتافنا غبار الكسل، ونشعل الروح بالعمل، ونكسب شيئاً يليق بنا، ولا يؤطّرنا السواد، وندين القبح والزيف والظلام، وأن لا نترك الثمار تيبس، فلا بعد اليباس صلاح، وأن لا نتراخى لأنّ التراخي ملل، وأن لا نيأس لأنّ اليأس فناء، دعونا نوقد الحب في أرواحنا، ونشعل فيها فتيل البياض، وأن نتوكأ على بعضنا بلا وجل، وأن نكون كعصابة الرأس، ونحوم حول بعضنا كالحمام، وأن تكون جوائزنا للسلام كثيرة، وأن نخفي من تضاريس الذاكرة كل مساوئ الكلام، وأن نكون كالسنونات تعشق ماء البحار، وأن لا نكون كبقايا ذخيرة أفسدها الوحل، ولا ننام، لأنّ النوم الطويل مضرّة، دعونا نصنع الدهشة في أرضنا والتراب، نشعل الرمل، ونلهب الأفق صراخ التحدّي، لنصبغ به وجه الوطن، ونفهم الدرس لكل البقاع، ونفرض معنى الحياة الجميلة، ونمشي أمام القوافل بلا ضجيج، ونسرج في سارية المجد مشعلاً يدل علينا، وأن لا نشبه الموت والفناء، والحسابات الخاسرة، ولا نكون كالمرض العضال ولا كمسببات الخيبة، أو كفصائل القبح وأفواج التمرُّد، وأن لا تكون أرواحنا منهدلة بالخبث والكرة والبغض والحسد، بل نكون مثل قصائد البهجة، ورذاذ المطر، وشمس الشتاء والرابية العالية، في عقولنا عشق وهالات جميلة ووفاء، نوسع الدلالة، ونشبك النسيج، ونعطي كسنبلة، ونجبر الممرات أن تحتفي بقدومنا، ونجعل الحيطان تنبض، والوردة في المزهرية تختلج، كالريح نغيّر شكل الأرض، وصوتنا ينبض، دعونا نركض حول بحيرات البياض، ونؤجل قصصنا القديمة ورواياتنا العتيقة ونكتب كلاماً جديداً لكي ننمو ونصبح مثل كل مرة على يوم جديد، دعونا أن لا نتكئ على جمرة الفوضى حتى لا نتكسّر وتصيبنا العتمة وتقودنا رغباتنا إلى حتفنا الأخير، دعونا نتعلّم أن لا يجرح كلامنا قلوب الآخرين، ولا نمنحهم التخمة والكلام الرديء، وأن نجعلهم ينامون على وسائد الريش والمخمل، دعونا نحترف السمو ونشيد مواسم الأمل ونزيح ستائر البغض ونزيلها إلى الأبد ولا نشرع أبوابنا للرياح القوية، دعونا نحوّل قلوبنالى حقول جماعية نزرع فيها البهاء المضيء، دعونا نلغي قيلولة الآناء الطويلة، ونترك ساعات النعاس الممل، ونوقظ النوارس الكثيفة ونجعلها تطير، ونترك اليأس والنحيب للباكين على الأطلال العتيقة، وخرائب القدم، ولا ننتبه لأصحاب الضغائن، حيث نفوسهم ملتهبة بتيارات الصواعق، يغامرون، يبحثون عن فجوات تطل منها الفكرة البائسة، يرحلون عبر الدهليز وعتمة الممر، مشحونين هم بمفردة اللغة العاتية، ويبحثون عن فارزة معقوفة، خلجانهم ليست هي الخلجان، وأعوادهم ليست من قصب، هم مثل الضجر، يمخرون في عباب البرد والجليد، إنها دعوة للحياة الجميلة.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

دعوة للركض حول بحيرات البياض!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة