ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Sunday 10/06/2012/2012 Issue 14500  14500 الأحد 20 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

مثيرة قصــة الإخــوان المسلمون في تعاملهم مع الإعلام، وتلك العلاقة المرتبكة دائما بين التيارات الإسلامية وكل منبر أو مساحة تخرج عن أسلوب التعبير التقليدي والإرشادي والوعظي.

ويرتفع حنق التيارات الإسلامية المنظمة على الإعلام في كل مرة تكتشف ضعفها وتواضع وهشاشة قدراتها على تبؤ الصدارة الجماهيرية مقابل وضعيتها الدينية المفروضة أو المنتزعة.

ولا يوجد اليوم، أهم ولا أكثر إثارة وتجربة من النموذج المصري -الساحة المصرية- والتي تحظى برصد ومتابعة، فما يحدث في مصر سينعكس بأشكال مختلفة على المنطقة، وهذا سر مصر!.

ولفهم الموقف الملتبس لدى القاعدة الإخوانية الإسلامية السياسية، لا يوجد وضوح أكثر من ما حدث الخميس الماضي، حيث شهد مجلس الشعب المصري، مواجهة بين أحمد أنيس وزير الإعلام، ونواب التيار الإسلامي، بسبب ما وصفه النواب بـ»الأكاذيب» التي يروجها الإعلام الرسمي والخاص عن برلمان الثورة (!)، معيدين الحديث عن مشروع قانون «مضاجعة الوداع» في بياناتهم العاجلة للوزير.

في المواجهة تسأل أحد نواب الإخوان أصحاب الأغلبية: «لمصلحة من يتم تشويه صورة التيار الإسلامي؟».

وذكر نائب آخر أنه لا يشاهد التلفزيون الرسمي ولا غير الرسمي، لكنه لم يتوقف عن توجيه انتقادات لاذعة لمحطات بعينها، من بينها محطة إخبارية حكومية!

الوزير المصري أنيس على أكد أنه لا سلطة له على الإعلام الخاص، وأنه لن يستخدم سلطاته للتدخل في عمل الإعلام الرسمي.

وقال: «صحيح أنا لديّ سلطة، لكن لن أستخدمها إلى أن أترك مقعدي»، وهنا صاح النواب وقاطعوا الوزير.

وتدخل رئيس المجلس نفسه موجهاً حديثه للوزير: «نحن لا نتكلم عن الرأي، بل نتكلم عن الأكاذيب وقلب الحقائق، وإن لم تتدخل لإيقافها، فأنت مشارك فيها».!

وهذا المرة تأتي الرغبة الملحة في قمع حرية التعبير، من مجلس نواب الثورة كما يحب أن يسميه بعض أعضائه، وليس من الحكومة أو الوزير.. حيث البرلمان، يدعو إلى لجم الإعلام المصري والحد من قوته وتأثيره، ويظهر نواب الثورة بجلود ناعمة، لا يريدون سماع الشارع كما هو، الآراء كما هي، ويفضلون العودة للممارسة سلطات قديمة، ووضع مرجعية للإعلام.

مشهد من العلاقة المتأزمة بين الإعلامي والإسلامي نتيجة سوء فهم الأخير القاصر للمهنة وتطورها، ناهيك عن ثورة الإعلام الجديد الراهنة. ومع بعض التباين، إلا أن ذات القصة تتكرر مع الإعلام -التعبير- في مواجهة تيارات أيدلوجية سياسية، أو ناشطة اجتماعياً، وتيار التشدد والاحتكار للسلطة ذات الصبغة الدينية، وهو صراع قديم إبان سلطة الكنيسة الإلهية المطلقة، وقبيل اكتمال الثورة الفرنسية وهنا نعود 5 قرون على الأقل!.

الإخوان -الذين يمثلون أغلبية برلمانية اليوم- لا يشعرون بود اتجاه الإعلام المصري، بل يشعرون أنهم مستهدفون. والحقيقة أنهم يقدمون أكثر القصص والتصريحات غرابة وإثارة للشهية الصحفية، فيما لا يستوعبون، ما يدركه أصغر إعلامي حول الساحة الإعلامية المصرية قبل عام والآن.

صحيح أن هناك معايير لحق التعبير وحريته وحدوده، لكن جلها معايير قانونية إدارية، وهو ما لم يستوعبه برلمان الثورة!، ولن يستوعبه تيارات الإسلام السياسي التي اعتادت في أدبيتها أنها تتحدث بسلطة دينية لا ينازعها سلطة.. لا الإعلام.. ولا حتى القضاء أحياناً!.

 

إعلام الإخوان.. فضاء الإخوان..!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة