ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Monday 11/06/2012/2012 Issue 14501  14501 الأثنين 21 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

آمل أن لا يفهم من العنوان أن اهتمام اللبنانيين باللغة العربية أمر جديد. فلبنان كان واقعا ضمن دولة الغساسنة الذين حكموا الشام وهم من اليمن منبع العروبة، وكان الغساسنة كما هو معروف تاريخيا تابعين لحكم الإمبراطورية الرومانية وذلك قبل الفتح الإسلامي.

وكان أن أضاف الفتح العربي الإسلامي عمقا حضاريا عربيا وإسلاميا لهذا البلد المتنوع الأعراق والثقافات. وهناك مقولة مشهورة صارت كالمثل وهي أن القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، وبالأخص في عصر التنوير العربي وما تلاه من فترات حتى أوج العطاء الثقافي العربي بدايات القرن العشرين مرورا بالستينات الميلادية حتى رحيل عمالقة الأدب والفكر العربي. علما بأن أول مطبعة دخلت الوطن العربي كانت في لبنان في القرن السابع عشر، وبيروت ليست جديدة على هذه الصناعة الثقافية. أضف إلى ما سبق إسهام كبار الكتاب والأدباء والمفكرين اللبنانيين في القرن التاسع عشر وما تلاه في نشر وإثراء اللغة العربية من خلال المؤلفات على اختلاف صنوفها من معاجم لغوية وأدبية وشعر ورواية وسير ذاتية وغيرها، وكما قلت فذلك غير مستغرب وهم أحفاد الغساسنة والعرب الفاتحين الذين جاءوا من جزيرة العرب وذلك شأن معظم شعوب الدول العربية ولبنان من أوائلها. حتى أنك تلحظ أسماء كثير من اللبنانيين عربية قديمة مما يتسمى بها عرب اليمن والجزيرة العربية مثل حرب وعساف وراشد، سلمى ونائله.. الخ. وقد أعجبني ما تقوم به جمعية (فعل أمر) والتي قامت بجهود عدد من الغيورين على لغتهم الأم، وهذا ما دعاني للكتابة عنها للمرة الثانية إذ سبق أن تناولت مبادرة هذه الجمعية في صحيفة أخرى من قبل. هذه المبادرة والتي تعتبر تحركا حضاريا بمعنى الكلمة وإعادة للاعتبار والاحترام للغة القرآن الكريم والحضارة العربية، حركة حضارية بنكهة لبنانية. قد يتبادر إلى الذهن أن هكذا مبادرة تأتي في الوقت الضائع أو أن ضجيج المنطقة وأحداثها وثورة الإنترنت ستضيعها. وفي رأيي أنها حتى لو لم تحقق كل ما يرجوه القائمون عليها من عودة اهتمام اللبنانيين بلغتهم والتحدث بلسان عربي في حياتهم اليومية وترك حشو الأحاديث بالمصطلحات والكلمات الأجنبية من باب إظهار التمدن - حسب اعتقاد البعض - واستعراض بعض المعرفة، أقول حتى لو لم تتحقق كل تلك الأهداف، فيكفي إطلاق هذه الجمعية وبدء نشاطها ولعمري فالإيمان بصدق الرسالة والإصرار عليها والحشد الإعلامي والتنظيم كفيل بلفت انتباه ليس اللبنانيين فقط بل والعرب وكل من يعشق هذه اللغة العريقة. وفقط للتذكير فداء حشو الحديث والكلام بالمفردات والمصطلحات الأجنبية دون داع علمي هو داء عم دول المنطقة وهذا من باب تقليد المغلوب للغالب كما قال ابن خلدون. بل إن اليابانيين وغيرهممن مختلف الشعوب بدأوا يشتكون من هذه العادة وهذا كما قلت عائد إلى السيطرة الحضارية لأصحاب اللغة والمقصود هنا أمريكا وباقي الدول الناطقة بها كبريطانيا وكندا وغيرها. بقي أن أقول ليت وزارة التربية لدينا بل لدى جميع دولنا العربية تعيد النظر في طريقة تدريس العربية، فهي ليست قواعد تحشى في رؤوس الطلاب أو نصوصا تردد دون فهم وتذوق، إنما فصاحة لسان تأتي بالفهم قبل الحفظ ورشاقة في اللفظ تأتي بطرق مشوقة. تحية إعجاب وتقدير إلى هذه الجمعية وهذه الحركة الحضارية اللبنانية بامتياز.

omar800@hotmail.com
 

وقفة
اهتمام لبناني بلغة الضاد
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة