ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Tuesday 12/06/2012/2012 Issue 14502  14502 الثلاثاء 22 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

* أما الجار الأول فهو مأخوذ من الجيرة التي حرص عليها العرب أكثر من غيرهم من سائر الشعوب منذ الجاهلية حتى اليوم وحرصت تقاليدهم وعاداتهم وأعرافهم على حسن الاحتفاظ بها بل اعتبروها ضمن القيم الكبرى التي يجب عليهم حمايتها والذود عنها، بل الإيثار بها على أهلهم وبيوتهم وأنفسهم، بل أصبح من العار الشديد أن يقصر المرء العربي في حق جاره مهما كان ذلك الجار، وقد أكد ديننا الإسلامي الحنيف على التمسك الشديد بـ(حق) الجار أكثر مما كان يتمسك به العرب قبلاً فإذا كان العربي يقول: (الجار قبل الدار) فإن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (جارك ثم جارك، ثم جارك حتى حسبنا أنه سيورثه) وصار لدى المسلم والمسلم العربي بوجه الخصوص مقولة يرددها منذ الحين حتى اليوم (النبي- صلى الله عليه وسلم- أوصى بسابع جار)، وضرب العرب أمثلة عظمى في احترام الجار مهما بدرت منه من أخطاء أو تجاوزات، ولعل أشهر الأمثلة أو بالأحرى (الامثولات) في هذا الصدد هي جيرة (المهادي) الذي صبر على أخطاء جاره وتعدياته ثمانية أعوام، ولذلك ردد العرب - وخصيصاً أهل البادية منهم البيت الشهير القائل:

(صبرنا ما يصبره غير المهادي

.. شايفن خمله قصيره له سنينا)،

ولسنا هنا بصدد سرد قصة ذلك الصبر العظيم الذي صبره المهادي لأن المجال لا يتسع هنا لتناول ذلك الصبر الأسطوري الرائع، ومن هنا قسم أهل البادية جيرانهم إلى نوعين بالرغم من أهمية احتمال ما يصدر من النوعين سواء أكان شراً أو خيراً لذلك قال الشاعر مقحم الصقري العنزي

(جارن على جاره بختري ونوار

وجارن على جاره صفاتن محيفه).

* أما الجار الأول حسب الشاعر فهو من أروع الجيران أما الجار الثاني الذي وصفه بـ(الصفاة المحيفة) فهو أسوأ أنواع الجيران ولاسيما حينما يكون لا فكاك منه سواء بالارتحال أو الابتعاد عنه بل شاء الله أن يكون جارك الثابت الذي لا يتزحزح عنك، ولا بمقدورك التزحزح عنه وإلى أبد الآبدين، وبالرغم من ذلك مافتئ أن يسيء لك أبلغ الإساءات ويتعدى عليك أبشع التعديات ولا يقدر ولا (يفهم) مفهومك العربي النبيل للجيرة لأنه (بالعربي الفصيح) (لايفهم!!) على الإطلاق، ورغم كونه مسلما مثلك فإنه لايقدِّر ولا يأخذ بما جاء به الإسلام ورسوله الكريم من توصيات تحض المسلم على حسن الجيرة (!!).

**

كل ما قلناه آنفاً يتعلق بجيرة الأفراد الذين لايقدرونها فما بالك بجيرة الأوطان التي لا ارتحال ولا ابتعاد ولافكاك منها تماماً كـ(جيرة الخليج) إلى إيران (أمحق جيرة).

 

هذرلوجيا
الجار الجار
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة