ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Wednesday 13/06/2012/2012 Issue 14503  14503 الاربعاء 23 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

لم يعد السفر خارج الحدود دليلاً على الرفاهية والبطر أو التنكر للوطن بل هو علم وثقافة وأمور إيجابية أخرى وعليه لم أعدد أتردد في الكتابة عن موقف أو صورة ما شاهدتها هناك لأجل الفائدة.

سلكت مؤخراً طريقاً بين قرية ومدينة في بلد بعيد (بريطانيا)، لا أستطيع أن أسميه برياً، فمن يعرف بريطانيا يعلم أن الخضرة والأشجار تكسو معظم أراضيها، حين اقتربنا من مدينة “ساوثمبتون” توقفنا في موقع ما، كان عبارة عن مجمّع كبير يحوي مطاعم وجلسات ودورات مياه. سألت السائق: ما هذا؟! قال: هذه استراحة للمسافرين، وفي الجوار هنا فندق صغير أيضاً، تلفت حولي أحاول الإمتلاء بهذا الجمال فقد كان الجو لطيفاً وظلال الأشجار أجمل، استعدت بذاكرتي استراحاتنا عبر طرق البر شرقاً وغرباً فوجدت أن ما رأيته يعتبر منتزهاً فاخراً وليس مجرد استراحة وأن ما لدينا ليس سوى أثر لاستراحة، هو في حقيقته محاولة فاشلة لعمل استراحة، عدا استراحات (ساكو) التي نجت قليلاً من هذا الإهمال (رغم الكثير من النواقص) على حد علمي منذ سنوات!.. ربما يقول قائل بأن الطبيعة والجو يساعدانهم على فعل كهذا وأكثر، وأعتقد أن المشكلة ليست في الجو ولا في الطبيعة، نعم هو عامل مساعد لكن ليس هو كل شيء، المشكلة لدينا نحن، لنقارن أنفسنا بمدينة دبي، بما أنها تتشابه معنا في الأجواء الصحراوية كيف تبدو هي وكيف تبدو بلادنا؟.. عندها نعلم أن الطقس وحده ليس سبباً في رداءة الخدمات وفي المستوى العجيب الذي تبدو عليه الاستراحات.. الكثيرون كتبوا حول هذا الموضوع ولايزال الوضع كما هو عليه، استراحات الطرق لدينا بحاجة إلى نظرة عاجلة تعبنا ونحن نكرر ونعيد عبارة (إعادة نظر) وحتى الآن (لا من شاف ولا من نظر!)!.

استراحاتنا ينبغي أن تكون مرتبة، منظّمَة بشكل موحد يوحي بأنها تابعة لوطن واحد، السؤال الآخر الذي يتبادر إلى ذاكرتي الآن ضمن أجوائنا الصحراوية: ماذا لو استثمرنا النخيل الموجود لدينا بكثرة والذي يحمل جمال الشكل والظل إضافة إلى كثير من الفوائد الأخرى لو استخدمناه في الاستراحات لتغيرت أوضاعها بمقدار مائة وثمانين درجة.. فمثل هذه الاستراحات قد تكون موقعاً مناسباً مجاوراً لإحدى مزارع النخيل، خاصة مايقع منها ليس بعيداً عن بعض القرى أو المدن.

حين أتحدث عن هذه الاستراحات لا أنسى الاستراحات التي تربط بين مدن وقرى المنطقة الغربية ومكة والتي تعتبر طريقاً للحجاج والمعتمرين، من المفترض أن تكون نموذجاً رائعاً يحتذى فيما يتعلق بتوفر الخدمات إضافة إلى أن تكون قمة في الجمال والاهتمام بها، مع استخدام الكاميرات لرصد الأخطاء ومعاقبة المخطئين المتجاوزين أو المسيئين لاستخدام هذه الخدمات، كما يمكن وضع مبلغ رمزي لاستخدام دورات المياه لإشعار الأفراد بقيمة هذه الخدمات بغرض تقديرها واحترامها.

الحديث يطول في هذا الشأن، فهل من خطوة أولى؟!.

 

فجرٌ آخر
بحثاً عن استراحة..!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة