ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 15/06/2012/2012 Issue 14505  14505 الجمعة 25 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أنا والآخر

رجوع

 

“ما ان دخلت هذه الصالة المظلمة حتى استوحشت. فكل شيء يغمره الظلام. ارتمى الظلام القاتم على كل شيء حتى الأصوات كتمتها هذه الظلمة. لقد عدلت عن رأيي الآن، فلم أعد أنوي البقاء. آه... كدت أن أسقط وأنا أتعثر في هذه الأشياء. لقد كان حري بي ألا ألج إلى منتصف هذا المكان. إنني لا أرى حتى يديّ حين أمدها”.

- ألا يوجد أحد هنا.....

“لا أحد يجيب.كل شيء ساكن سكون الصمت والليل البهيم. لعلي أعود للوراء بخطوات متئدة، فأصل إلى باب الخروج حيث أتيت. لكن.... أوه... لقد سقطت.. ثانية.... يجب أن أتوخى الحذر.. ولا أجازف هكذا....

يمكنني أن أتقدم خطوة خطوة... وأتحسس بقدمي وبيدي حتى لا أرتطم بحائط أو شيء على الأرض”.

تقدم الرجل بضع خطوات حتى ارتطمت قدمه في شيء صلب فتوقف. ونظر يمنة ويسرة لكنه لم يتبين شيئاً ثم صرخ بصوت عال:

- ألا يوجد أحد هنا..... لو سمحتوا.... إنني عالق هنا.

ولكنه لمح في هذه الاثناء عينين كأنهما تنظران إليه. فانتفض وأمعن في النظر عله يتحقق من هاتين العينين. إلا أنه لم يستطع. فخاطب لعل أحد يكون حوله:

- إني عالق هنا... ولا أستطيع أن أرى شيئاً.... أين باب الخروج.. ساعدني.

ولم يجبه أحد فشعر بالخوف أكثر. ثم تساءل في نفسه:

“ترى من يكون صاحب العينين اللتين لمحتهما؟.... ولماذا لم يجبني؟ هل يضمر الشر لي؟...هل وقعت في مصيدة؟...”

ثم استدار بعنف ولمح أثناء استدارته خيال شخص يتحرك. فوجل وارتعدت فرائصه. سأل نفسه:

“لقد اختار التسلل خلفي.. والخبوت دون أن يصدر صوتاً.... فهل ينوي إيذائي؟....

لماذا يصمت هذا الصمت الوخيم؟... وما أدراه أن معي مبلغا من المال؟... هل كان يتبعني من البنك؟... لقد كنت حريصاً كل الحرص ألا يشاهدني أحد....”

ثم تعثر في قطعة معدنية التوت رجله عليها فسقط على الأرض. واستجمع قواه وجلس على الأرض ونفض يديه من الأغبرة التي ملئت المكان. ولكنه لمح عن بعد هذا الذي يلاحقه وقد تدنى هو الآخر فلم يتبين إلا ملامح عينيه في مستواه.

“هل هو يسخر مني الآن أم يريد الانقضاض عليّ؟.... لا بد أن أركض بسرعة حتى لو ارتطمت بالأشياء... يجب ألا أترك له الفرصة أبد... فها هو يثب عندما أقف... ويتحفز إذا سقطت أو نزلت أرضاً... ولكن أين الناس؟.... ألا ينقذني أحد؟.......

هل اختار الوقت الذي يعلم ألا أحد يمر هنا؟.. كم أتمنى أن يكون أحد معي الآن.... لقد كنت أؤثر دائما الوحدة.... وها هي الآن تصنع مهلكي.... وهذا الظلام البغيض أسدل ستاره على كل شيء... فأنا لا أستطيع أن أرى أبعد من أنفي... ولكنني لن أستسلم وسأقف وأركض بأسرع ما أتيت حتى أبلغ الحائط أو باب الخروج.....”

ثم استجمع قواه وركض في الاتجاه الذي أمامه بسرعة. حالفه الحظ إلى أن بلغ الحائط. تلفت يمنة ويسرة فلم يلمح الآخر. وتساءل في نفسه:

“أين يكون الآن هذا اللعين؟... هل هو يرقبني من مكان عليّ؟.... إنها غلطتي..... فلم أكن قد تدربت على العراك.... لا بد أن أسير بمحاذاة هذا الحائط إلى أن أصل إلى المخرج....”

وسار وهو يتلفت خلفه حتى لا يصطاده الآخر في غفلة. وأخذ يتحسس الحائط وهو يسير. كان يرتطم أحياناً بمعدات لكنه أبقى يديه ملاصقتين للحائط. حتى عثر على مفتاح يبدو كمفتاح للكهرباء فأشعله.

لتنير الأضواء المكان فيتبين أنه في صالة ألعاب للقوى كبيرة محاطة بمرايا على جدرانها المقابلة له. فرأى نفسه في الطرف الآخر. ولملم حاجياته وتوجه لباب الخروج.

محمد الشريف

 

رجوع

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة