ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 15/06/2012/2012 Issue 14505  14505 الجمعة 25 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وداعاً والدتي الغالية طرفه الصقيه

رجوع

 

وتتضاءل الأبجديات احتراما لـ قدرها.. وحزناً لـ فقدها..

أحبت الله صدقا فـ حبب فيها الناس..

خلف أضلاعها مضغة بـ حجم وطن، ينبض حباً وصدقاً، من يعرفه لا يملك إلا أن يحبه سراً وعلانية..

وطن يشعر أنه مسؤول عن العالم عن تفاصيله عن فرحه وألمه..

إن أعطى جهراً لـ أحدٍ مرة، فـ قد أعطى سراً للكثير ألف مرة..

نحن بناتها وأبناءها..

لسنا حزينين لـ وفاتها فقد ذهبت لـ ربٍ وسعت رحمته كل شيء..

لسنا حزينين، لـ وفاتها فقد جاورت في قبرها زوجها الغالي وأحبابها

لسنا حزينين، لـ وفاتها فـ لعل في ذلك رحمة لها مما كانت فيه ومما كنّا نتألم منه وندعو ليلا ونهارا سرا وجهارا أن يهبها الرحمن راحة لا تعب بعدها ولا نصب..

لسنا حزينين لـ وفاتها لـ حسن ظننا بـ رب أحبت لقياه وعملت جاهدة لـ تنال رضاه وجنته..

لسنا حزينين لـ ذلك..

نحن حزينون لـ أننا فقدنا أماً عظيمة وقلباً كبيراً وبسمةً تشرق في قلوبنا قبل أعيننا..

حزينون لـ أننا فقدنا أماً لم تكف عن إلحاحها الدائم بـ ذكر الله وحسن عبادته..

حزينون لـ أننا فقدنا أماً لم تكف عن الدعاء لنا بالصلاح والحياة الهانئة..

حزينون لـ أن كل حي يفتقدها.. كل حي وشيء..

يفتقدها الفقير والغني، الضعيف والقوي

الصغير والكبير..

مصحفها، سجادتها، جلالها، غرفتها

رائحتها، ساعتها وكل خاتم طوّق أصبعها وحتى بسمتك وانت ترددين: جت الأميرة..

كثيرون هم اليتامى من بعدها.. آهٍ ما أكثرنا وأضعفنا يا أمي..

الفقد غربة، ونحن من فقدك غرباء يا أمي..

غرباء..!

وبـ حجم حزن كل أولئك، أنا حزينة وأكثر..

عظيمة أنتِ يا أمنا..

كم مرة دعوت لي ولـ بنات الأعمام بالهداية والزوج الصالح..

كم مرة رأيت دمع عينك لـ أجلي، ودعوتي لي بـ قلب مؤمن بالله وقدره..

وكم مرة قلت لك يا أمي هو القضاء والقدر، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم..

فـ تبتسمي وتقبلين وجنتي..

كم مرة ذكرتني بـ كتاب الله لـ أعاود مراجعة حفظه كي لا أضيع هبة الله..

رباه.. أنا الشاعرة، الفتاة الفصيحة..

التي تعبّر عن شعور الآخر وكأنه شعورها..

لماذا تقف الكلمات في حلقي، حتى أكاد أن أختنق بها..

اللهم إنك وهبتنا أماً عظيمة بدون أن نسألك

اللهم اجمعنا بها ووالدنا محمد في عليين..

يا رب يا كريم..

ابنتها بسمة بنت عبدالرحمن الشدي - حريملاء

 

رجوع

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة