ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 16/06/2012/2012 Issue 14506 14506 السبت 26 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من المسلم به أن العالم الغربي لا يتخذ قراراته جزافا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تحديدا، فهو يبنيها بناء على دراسات تقوم بها مراكز متخصصة يعمل بها عتاة المفكرين، ويتم الصرف عليها ببذخ كبير، ما يعني أن معظم القرارات الإستراتيجية تتخذ أيا كان شخص الرئيس، وكمثال بسيط على ذلك، فقد أكمل الرئيس كلينتون الديمقراطي، ما بدأه بوش الأب الجمهوري، وهاهو الرئيس أوباما يكمل ما بدأه بوش الابن، وسيكمل الرئيس هولاند الفرنسي السياسات التي سار عليها ساركوزي، والذي بدوره أكمل مسيرة شيراك، وهكذا دواليك، لذا فإن علينا أن ننظر إلى ما يجري في منطقتنا من خلال هذا الإطار، ولا نبني كثيرا من الآمال كلما حل وقت انتخابات غربية، كما حصل عندما احتفل المسلمون كثيرا بفوز الرئيس أوباما في 2008، ثم أصيبوا بخيبة أمل عندما اكتشفوا أنه لا يعدو أن يكون أكثر من نسخة ناعمة لبوش الابن!

لقد تحدث أكثر من مفكر غربي عن أن أمريكا اتخذت قرارا إستراتيجيا بعيد المدى بعد أحداث سبتمبر 2001، ويتعلق هذا القرار بتحييد الإسلام السني، الذي تم ربطه بالإرهاب نتيجة إيمان أهله «بالجهاد»، لذا فإنهم وصلوا إلى قناعة بأن حماية مصالحهم تحتم قيام حلف جديد في الشرق الأوسط، وهو الحلف الذي أشارت إليه السيدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية حينها «بالشرق الأوسط الجديد»، على أن تكون محاوره ثلاث دول: «إسرائيل وتركيا وإيران»، مع العمل على إضعاف بقية القوى الفاعلة بالمنطقة، وبغض النظر عن مدى صحة هذا من عدمه، فإنني توقفت كثيرا عند مقال كتبه الصحفي الشهير المحافظ جورج ويل بالواشنطن بوست في 9 فبراير 2011، فماذا تراه قال؟!

لقد أشار السيد ويل - وهو كاتب ومفكر من العيار الثقيل - إلى المحادثة المقتضبة التي جرت بين ريك اتكنسون الصحافي بالواشنطن بوست وديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية التي احتلت العراق في مارس 2003. يقول السيد ويل إن اتكنسون سأل بترايوس قائلا: «إلى أين سينتهي هذا كله؟»، يقصد غزو العراق، فأجابه بترايوس بأربع كلمات لا أكثر، ولكنها كلمات عميقة، إذ قال: «ثماني سنوات وثمانية تقسيمات!»، ومع أنه مضى ثماني سنوات دون أن ينتهي الأمر، ودون أن يحصل أكثر من تقسيم واحد في السودان، إلا أن علينا ألا نتوقف عند العبارة بنصها الحرفي، بل بمدلولاتها الواضحة، وأختم هنا بأن قائل هذه العبارة - التي أرجو ألا ننساها - هو الجنرال ديفيد باتريوس، الذي تم تعيينه قبل فترة قصيرة رئيسا للاستخبارات الأمريكية (سي.آي.إيه)، التي يتركز عملها بإدارة السياسات الخارجية للولايات المتحدة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
ماذا قال هذا الجنرال؟!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة