في البداية أسعدني كثيراً ردود الفعل حول اللقاء الذي أجريته حول الخطوط السعودية ومحاولة تغيير بعض من المفاهيم الخاطئة وإيضاح الحقيقة وبعض المعلومات المهمة التي كان لابد من إيضاحها للجميع. ولقد حظيت بعدة تعقيبات أسعدتني وكانت محل تقديري واهتمامي، وقد لفت انتباهي مقال الزميل يوسف المحيميد في جريدة الجزيرة في عدد الخميس الماضي حيث حمل عنوان مقاله خطوط الدغيثر الإقليمية، وعلى الرغم من إعجابي الكثير بكاتب المقال وما يطرحه في زاويته الأسبوعية من قضايا تهم المجتمع، إلا أنه لم يتناول نقاط الحوار كما كانت وهذا يعود لأحد سببين إما أنه اعتمد على وكالة يقولون أو أنه لم يفهم جيداً إن كان هو قرأ ما دار بالحوار، فأنا لم أخفِ أننا قد مررنا بأوقات عصيبة وأوقات صعبة ولكن لا يعد تراجعا مخيفا كما ذكر في بداية مقاله، والحقيقة التي يجب أن يدركها هو قبل غيره أنني لم أكن مدافعا بقدر ما هو إيضاح لبعض المعلومات والحقائق من خلال ذلك اللقاء، وأكثر ما لفت انتباهي تركيزه على أننا نتجاهل خدمة الطيران الخارجي على حساب الرحلات الداخلية والإقليمية وهذا غير صحيح البتة، فنحن نحط في أكثر من 60 محطة حول العالم في أكثر من 45 دولة ودائماً - ولله الحمد - تكون رحلاتنا كاملة الحمولة ولم يقتصر عملاؤنا على حاملي التذاكر الحكومية التي لم تعد تشكل ذلك العدد الذي يتصور، ثم إنني قد نفيت أن الخطوط السعودية قد أعلنت خسارتها في يوم من الأيام بل إنني ذكرت في السؤال الثالث من الحوار أنني بعيد كل البعد عن الأمور المالية، ولكن لم أسمع أن هناك مسؤولا قد أعلن خسارة الخطوط السعودية، وهذا ما يؤكد أن صاحبنا قد تحدث بدون اطلاع أو دراية كاملة على ما ذكرت في المقال، ثم إن إيعاز ارتفاع المصروفات أكثر من الإيرادات لتحديث الأسطول أو أي أنظمة أخرى وارد، أما عدم علمه ومعرفته بالكوارث الطبيعية التي استعاذ بالله منها فقد حدثت ولا راد لقدر الله سبحانه، واقرب شيء أتمنى أن يتذكره كاتبنا العزيز كارثة سيول جدة وما سببته من تعطيل للأمور التشغيلية، وكذلك كارثة البركان في المملكة المتحدة التي أثرت على معظم مطارات أوروبا وأثرت على التشغيل في مطارات بريطانيا وفرنسا وهذه هي المعوقات من الكوارث الطبيعية إن كنت لا تعلم يا كاتبنا العزيز. وكم كنت أتمنى من التبريرات التي أضحكتك واضحة ومقرونة بالحقائق، أما إذا كنت تعتبر أن حديثي عن معالي المهندس خالد اللحم كارثة فهذه مشكلتك ومشكلة من لديه عقد من إيضاح الحقيقة، فأنا لم استرسل بالإطراء والمديح من خلال مقال أكتبه أو شعر أنظمه أو تغريدة أدلي بها ولو فعلت ذلك فهو يستاهل، ولكن كان سؤال الصحفي حول رؤساء الخطوط السعودية وهنا يجب أن تفرق يا كاتبنا العزيز بين الحوار الذي دائماً ما تكون الأجوبة حسب الأسئلة وبين المقال الذي تطرح من خلاله ما تريد، أما ذهابك بعيداً والتشبيه بشيخ القبيلة واعتقادك حصر السخاء والعطيات على فئة معينة فهذا مفهوم يعتبر من الماضي، فكل رئيس أو قائد متى ما انطبقت عليه مواصفات الكرم والسخاء تعود بالنفع على المنتج، ونحن في الخطوط السعودية كان مردود سياسة معاليه واضحة على الموظف والعميل على حد سواء، فالفرق واضح عندما يكون القائد منفتحا وجزلاً وواضحا عن غيره ومن يكون عكسه، ولم أكن أتمنى أن تذهب بتفكيرك إلى أمور لم تكن في الحسبان حتى ولو هي موجودة، ولا يمكن أن تغطي الشمس بغربال.

أما أمنيتك أن تسعى الخطوط السعودية بقيادتها العليا عن بحث مواطن الخلل في عملها، فإنني أؤكد أننا سائرون قدماً بأن نكون منافسين وبقوة لكسب رضى العميل الداخلي والخارجي على حد سواء، وقد ذكرت أننا نستطيع أن نخدمك من مكانك ومن منزلك بعد أن أصبحنا كبقية الشركات نمتلك أعلى التقنيات التي أتمنى أن تكون (أنت) أول المستفيدين من هذه الخدمة التي تخدمك من مقر إقامتك، والا تصل للمطار وقت إقفال الرحلة ولديك رحلة مواصلة دولياً من مطار آخر كما حدث لك قبل أشهر ليست بقليلة، ومع هذا وجدت المساعدة والإلحاق برحلتك.

وأخيراً... أؤكد لك وحسب استفسارك عن المتحدث الرسمي للخطوط السعودية مقتصراً على معالي المهندس خالد الملحم ونائبه الأستاذ عبد العزيز الحازمي ومساعده للعلاقات العامة الأستاذ عبد الله الاجهر ما عدا ذلك فقد تكون هناك حوارات أو استفسارات جانبية قد تحدث من باب الديمقراطية والانفتاح الإعلامي، أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت لك، مرة أخرى يا كاتبي العزيز اقدر لك طرحك عبر جريدة الجميع الجزيرة والشكر موصول لقرائنا الأعزاء.

عبد العزيز علي الدغيثر