ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 19/06/2012/2012 Issue 14509 14509 الثلاثاء 29 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

ولي العهد نايف فقيد الأمة

رجوع

 

من المسلم به أن لكل أجل كتاب ومن اليقين أن لكل أمة أجلا فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، ومن المؤكد الرضا بالقضاء والقدر، نؤمن إيمانا راسخا أن الموت حق ونؤمن أيضاً أن ذلك كائن لا محالة ولا راد لقضاء الله وقدره، وإن كل شيء عنده في كتاب، إننا مؤمنون محتسبون صابرون وإن وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز مصاب جلل ومصيبة كبرى فهو فقيد أمة قضى معظم حياته خدمة لأمته ودينه ومليكه ووطنه، رأس العديد من المجالس إيمانا منه رحمه الله بأن يساهم في إيجاد الأمثل والأحسن والأنفع فما رئاسته للجنة الحج العليا إلا ليساهم مساهمة فاعلة في التيسير للحجاج والعمار والزوار، كان همه دائماً وهاجسه الأسلوب الأمثل لتنظيم هذه الشعيرة وله دور كبير وفعال في محاربة الإرهاب حتى صار عمل المملكة يحتذى به في الدول القريبة والبعيدة وكما له أيادٍ بيضاء في عمل برنامج التأهيل للموقوفين بالقضايا الأمنية اهتم بمناصحة الموقوفين قبل محاكمتهم وبعد المحاكمة وشملهم ببرنامج تأهيل نفسي وعملي حتى أشادت به معظم المنظمات الدولية وحثت على تطبيقه بالعالم، والمغفور له إن شاء الله تولى الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في المملكة العربية السعودية وكان رئيساً للحملات الإغاثية لفلسطين وللصومال ولباكستان ولأفغانستان ولأثيوبيا وللدول المنكوبة والمتضررة من الزلازل والأعاصير كإندونيسيا والفلبين وذلك بأمر وتوجيهات القيادة الحكيمة، وكان يؤمن إيماناً كاملاً بما لإخوته المسلمين من حق وأخوة بالإسلام خصص جزءا كبيرا من وقته لدراسة ما يحتاجه العالم الإسلامي واهتم بنشر الإسلام وبسنة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الكراسي البحثية في الجامعات السعودية وغير السعودية وأيضاً جائزة نايف العالمية للسنة النبوية، وهو الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وما كان ذلك ليكون لولا توفيق الله ثم حكمته ودرايته وقدرته الإدارية والسياسية وبعد نظره، وكان رحمه الله صائب الرأي هادئ الكلمة وما رئاسته للعديد من المجالس العليا إلا رغبة منه رحمه الله على أن يطلع ويشرف على ما يهم أبناء وطنه ويسعى لتحقيق سعادتهم وكانت مقولته الشهيرة والتي يرددها في كل مناسبة أن المواطن هو رجل الأمن الأول ولا شك أن هذه المقولة تعطي المواطن مدى ثقته بنفسه وتحمله للمسؤولية، وإيمانه الكامل بأن المرء ركن أساسي من أركان المجتمع وعضو منعضاء الأمة كان ذلك سراً من أسرار تعلق أبناء وطنه بشخصيته الفذة وكان يقول مثلما استدرج الشباب إلى الأعمال المخالفة للدين يجدر بنا أن نهتم بهم لكي ينفعوا أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، لقد عملت مع الفقيد سنوات طوال كانت توجيهاته نيرة لم يكن سباباً ولا سخاطاً ولا متبرماً كان ينصت لمحدثه ويحسن الاستماع ويحكم على الأمور بعلمه وعقله.

رحم الله الأمير نايف وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وعزاؤنا لمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله ولجميع إخوته وأبنائهم وللأمة الإسلامية والعربية ولأبناء وطنه ومحبيه.

سليمان بن عثمان الفالح - المستشار الشرعي لسمو وزير الداخلية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة