ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 19/06/2012/2012 Issue 14509 14509 الثلاثاء 29 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

فقيد الوطن وفقيد الأمة
اللواء / متقاعد منصور محمد المالك

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في يوم السبت الموافق 26-7-1433هـ فقدت المملكة العربية السعودية رجل الأمن الأول في البلاد فقدت الأمير نايف بن عبدالعزيز. لقد رحل الرجل الشهم والذي ترك وراءه بصمات من العمل في مجال الأمن والاعلام والإدارة ومافحة الإرهاب وحماية الوطن من آفة المخدرات. إلى جنة الخلد يا (نايف) مع الشهداء والصديقين والصالحين وسيبكيك الوطن والمواطن اليوم وغدا وإلى الأبد وذكراك واسمك سيكون محفوظاً في قلوبنا. ولن ننساك أبداً لقد أديت الأمانة بكل اقتدار ووصلت إلى قلب كل مواطن وسنحافظ على محبتك إلى الأبد إن شاء الله.

لقد كان لي الشرف أن أخدم قرابة الأربعين عاماً في الحرس الملكي وكان لي الشرف أيضاً أن أقابل كثيراً من الملوك والرؤساء والأمراء وأعيان البلاد نظراً لتواجدي الدائم في الديوان والقصر الملكي.. ولقد قابلت الأمير نايف في أكثر من مناسبة فأدهشني تواضعه وابتسامته الدائمة مع كل مراجع له أو سائل له صغيراً أو كبيراً أو ذو مركز مسؤول أو مواطن عادي. فابتسامته لا تفارق وجهه البشوش ولطفه الدائم.

لقد حالفني الحظ أن أقابله وأتحدث معه ثلاث مرات وكانت الابتسامة والتواضع سمته الدائم.

كانت مقابلتي له الأولى في الديوان الملكي وبعد نهاية جلسة مجلس الوزراء في جدة وكان واقفاً يتحدث مع الأمراء ومع الوزراء ومع كثير من المراجعين من الديوان الملكي وقلت في نفسي لماذا لا أطلب من الأمير نايف بالموافقة على دخول ابني ماجد إلى كلية الملك فهد الأمنية وكنت مجهزاً خطاباً بالطلب وعندما اقترب سموه من السيارة فتحت له الباب ووجدتها فرصة جميلة جداً أن أطلب منه الموافقة على قبول ابني بالكلية وتحدثت معه وكان يستمع لي بكل تواضع كعادته فقال كلمة لن أنساها أبداً ولا زالت عالقة في ذهني (هذا ولدك؟) قلت: نعم انه ابني. قال: (إذا ولدك سوف يطلع على أبوه الآن أعتبر ولدك مقبول بالكلية بغض النظر عن الشروط الأخرى).. فقلت لسموه: سوف يكون إن شاء الله أحسن من أبيه وأعدك بذلك يا طويل العمر وشرح على معاملة ابني بقبوله بالكلية وقبلت كتفه وشكرته على ذلك وقلت إن شاء الله سيكون عند حسن ظنك يا سمو الأمير.

ودارت الأيام وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات تخرج ابني ماجد برتبة ملازم ثاني من كلية الملك فهد الأمنية وتم تعيينه بجوازات الرياض.

وبعد تخرج ابني حاولت أن يواصل الدراسة في الجامعة بالرياض بطريقة الانتساب ولكن صعوبة العمل وصعوبة الدراسة حالت دون ذلك ونظراً لرغبتي ورغبة ابني مواصلة الدراسات العليا فكرت بأن أتجه وأستنجد برجل المهمات الصعبة والتي لن يحلها إلا هو إنه الأمير نايف بن عبدالعزيز فعقدت العزم على القيام بنفس طريقتي السابقة فجهزت خطاباً بطلب ابتعاث ابني وإتاحة الفرصة له لمواصلة دراسته العليا وكنت مناوباً في الديوان الملكي وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء وكان في طريقه للخروج قدمت له التحية العسكرية.

وقال لي: (ويش عندك اليوم) قلت: يا طويل العمر لقد كان ابني عند وعده لك تخرج من الكلية وكان من الممتازين وابني عنده طموح وله الرغبة في موصالة دراسته العليا للحصول على أعلى الشهادات ويكون إن شاء الله على طريق أعمامه الذين يحملون الدكتوراه وهم عسكريون ويخدمون الآن في القطاعات العسكرية والأمنية.

قرأ الخطاب وقال: (وين يبغي يدرس ونرسله) قلت: إذا أمكن لأمريكا. قال: (أبشر ولا تنسى أن توصيه بالالتزام بالدين والابتعاد عن الشبهات والاجتهاد في دراسته وإن شاء الله أشوفه بعد التخرج) قلت له: سم طال عمرك، وإن شاء الله يكون عند حسن الظن وشرح لمدير الجوازات بالموافقة على الابتعاث وإكمال اللازم ودارات الأيام مرة أخرى وبعد مرور سبع سنوات عاد ابني ماجد وقد حصل على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن بأمريكا بكل اقتدار. قلت في نفسي لقد أكرمني الأمير نايف بالموافقة على دخول ابني الكلية ثم أكرمني بالموافقة على ابتعاث ابني حتى حصوله على أعلى الشهادات. لذلك قررت أن أقوم هذه المرة بزيارة الأمير نايف بن عبدالعزيز في مكتبه بالوزارة بالرياض وتم تحديد الوقت لي وذهبت أنا وابني النقيب الدكتور ماجد وهو يحمل بيده شهادتي الماجستير والدكتوراه لنقدمها هدية إلى الأمير المحبوب نايف بن عبدالعزيز ونقدم له الشكر والعرفان على ما قدمه إلى ابني بالموافقة على مواصلة الدراسة في أمريكا وكانت كلماته تاجاً على رأسي ورأس ابني عندما قال: (لقد أوفيت بالوعد ولكن الآن نطلب منك الأمانة والإخلاص في عملك وإن احتجت حاجة الله يحييك أنت واحد من أبنائنا).

هذا هو نايف بن عبدالعزيز الرجل الشهم الكريم الذي يساعد الجميع وهذا موقف واحد من آلاف المواقف الكثيرة مرت على الأمير نايف رحمه الله معي ومع غيري من المواطنين.

اللهم ارحم الأمير نايف وأسكنه فسيح جناتك اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اجعله مع الصالحين والصديقين والشهداء وكرمه بلذة النظر لوجهك العظيم.. آمين يا رب العالمين.

- الحرس الوطني

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة