ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 20/06/2012/2012 Issue 14510 14510 الاربعاء 30 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

كان اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لسمو الأمير سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى عمله كوزير للدفاع، هو اختيار للاستقرار والاستمرار والحكمة؛ فكل من عرف سمو الأمير سلمان، أو اجتمع به ولو لمرة واحدة، يلحظ بوضوح أن هذا الرجل خُلق ليقود؛ فهو يتمتع بشخصية آسرة، وحضور طاغ، وذكاء متوقد، فضلاً عن تجربة متراكمة في الحكم وإدارة شؤون العاصمة (الرياض) التي هي قلب المملكة النابض حينما كان أميراً لها لأكثر من خمسين سنة. هذه التجربة الطويلة خلقت منه صاحب تجربة، يعرف كيف يواجه الأمور، وكيف يتعامل مع المستجدات، وكيف يسير بالسفينة إلى بر الأمان؛ هذا إضافة إلى ثقافة غزيرة، ومتابعة لصيقة للأحداث، فضلاً عن (انضباط) بالمواعيد اشتهر به؛ حتى أصبح من أهم مميزات شخصيته وثوابته التي لا يحيد عنها كما يردد الكثيرون.

والأمير سلمان رجل (حوار) ونقاش وأخذ وعطاء من طراز نادر، تؤازره في ذلك ثقافته وقراءاته.

وهو مرجع في تاريخ هذه البلاد، يندر أن يصدر كتاب عن تاريخ المملكة أياً كانت توجهاته لم يطلع عليه ويقرأه، وله فيه وجهة نظر.

وكان بين الحين والآخر يُشارك في النقاشات والحوارات في الصحف و وسائل الإعلام داخل المملكة وخارجها، ويرد ويوضح ويشرح، خاصة فيما يتعلق بتاريخ البلاد، وهذا ما أضاف إلى هيبته وخبراته في الحكم والإدارة ثراء معرفياً ضخماً جعله بالفعل متميزاً.

كما أن السلاسة التي تمت بها تسمية ولي العهد، ومن خلالها انتقال هذا المنصب الهام والكبير من السلف إلى الخلف، تشير إلى أمرين: أولهما أن هناك شرعية للقيادة وثقة واطمئنان متبادلة بين القمة الحاكمة وشعب المملكة بجميع فئاته وأطيافه ومناطقه.

الأمر الثاني أن (العقد الاجتماعي) مازال قوياً ومتيناً، وهو ما انعكس على مكانة المملكة وقيمتها الإقليمية والعالمية.

والسبب أن هناك شرعية يقوم عليها الحكم في المملكة، إضافة إلى ثوابت موروثة، كما أن هناك تقاليد، وهناك أسس منذ عبدالعزيز وحتى عبدالله بن عبدالعزيز، هي بمثابة المرجعية المتفق عليها ضمناً بين أبناء البيت الملكي الحاكم، والتي منها نهل ملوك هذه البلاد واستقوا قوتهم عندما اتخذوا قراراتهم الكبيرة، وسار على إثرهم حذو القذة بالقذة من أتوا من بعدهم، لذلك بقيت مملكة عبدالعزيز واستقرت وترسخت ونمت رغم التحديات ورغم العواصف ورغم كيد الكائدين.

ولعل من توفيق الله لهذه البلاد أن هذه الأحداث والاضطرابات التي تموج بها المنطقة من حولنا في السنتين الأخيرتين جاءت وعلى قمة الحكم رجل بقيمة ومكانة وشعبية الملك عبدالله الجارفة أمد الله في عمره، والآن أصبح عضيده وساعده الأيمن وولي العهد من بعده سمو الأمير سلمان، والرجلان لديهما من الحكمة والحصافة والخبرة المتراكمة وحسن التدبير ما يجعلنا نطمئن إلى أن أوضاع هذه البلاد هي على خير ما يرام، رغم رهانات الأعداء وشائعاتهم ومحاولاتهم التشكيك في وضعها الحالي ناهيك عن مستقبلها.

رحم الله الأمير نايف الذي أدى الأمانة، وصدق الأمة، ورسخ الأمن والأمان في بلادنا، ونسأل الله جلت قدرته أن يوفق سمو الأمير سلمان في منصبه الجديد، ويجعله خير خلف لخير سلف، وعلى رأس هؤلاء السلف الأب المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي كان له الفضل الأول بعد الله فيما نرفل فيه من أمن وأمان ورغد عيش ورفاه.

 

الأمير سلمان ولياً للعهد
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة