ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 24/06/2012/2012 Issue 14514 14514 الأحد 04 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

رحم الله فقيد الأمة وفقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جناته ورفع درجته في الصالحين. مما لا شك فيه أن فقد الأمير نايف مصاب جلل بكل المقاييس، لقد عرف الناس الأمير نايف معرفة عمقت حبه وتقديره على مر الأيام، عرفه الناس مبكراً حينما عين وكيلا لإمارة منطقة الرياض وازداد حبه وتقديره في نفوس الناس في كل موقع من مواقع المسؤولية تم إسناده إليه وتولى قيادته والإشراف عليه، رجل وهبه الله القوة في الحق والبصيرة في الأمر، لقد كان من سجاياه الحلم والتأتي في الأمور والتثبت والتبين فكان الصواب حليفه، لقد كانت شؤون الناس وقضاياهم وأمنهم واستقرارهم شغله الشاغل وهمه الدائم، لقد كان قدر الأمة أن تواجه عصراً عربياً وعالمياً مشحونا بالانحرافات الخطيرة فهناك غلو وهناك جفاء وهناك انزلاقاً وهناك انغلاقا وهناك جرائم منظمة، وهناك مكائد متنوعة أخذ بعضها برقاب بعض وكان من توفيق الله للأمة ومن توفيق الله للدولة ومن توفيق الله لولاة الأمر ولرجال الدولة أن يكونوا جميعا في مستوى المسؤولية وفي مقدمة أصحاب المسؤوليات العظمى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الممتلئ عقلا وحكمة وبعد نظر, لقد وفق الأمير نايف رحمه الله حينما أحسن الاختيار فيمن يعملون تحت توجيهه وإشرافه من مدنيين وعسكريين ومن توفيق الله له أنه تمسك بإخلاص العروة الوثقى عقيدة وشريعة ووفق في حسن استخدام شجاعته ومهارته فكان في ممارسة مسؤولياته الجسام قويا بعدل ورحيما بغير ضعف فكان الساعد الأيمن لولاة الأمر وقد نال بحق وبجدارة ثقتهم وتقديرهم ونال ثقة الأمة وتقديرها، ولم تقتصر جهود الأمير نايف وإنجازاته على مسؤولياته المباشرة بل تجاوز ذلك عن طيب خاطر فكان نعم الموجه ونعم الناصح الأمين لقد كانت إسهاماته رشيدة وفعالة شهد بها الناس في مجال الإعلام حينما كان رئيسا لمجلس الإعلام الأعلى وفي الحج وشؤونه وفي مكافحة الموردين والمروجين للمحرمات بأنواعها، وتبنى ايجاد كراسي ذات بال في مجالات معروفة في الداخل وفي الخارج وفي دعم الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية الأخلاق والشيم، ودعم السنة ودعم المنافسة بين حفاظها وطلابها، ودعم الدراسات الإسلامية في جامعات خارجية، لقد كان في مقدمة اهتماماته حراسة الدين وحراسة القيم وحراسة الأخلاق وأمن المواطن، والأخذ على أيدي المفسدين أينما كانوا لقد كان الأمير نايف رجل صق ووفاء وجد وحزم، لقد أسهم الأمير نايف في طمأنينة المواطن وأمنه واستقراره وأمن الوافد لحج أو عمرة أو زيارة أو تجارة أو عمل، لقد ورث واستفاد بحق من الصفات الحميدة لوالده المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فأثرت تلك الصفات والمزايا في صفاء معتقده وعصاميته وحسن تصرفه، وما أشير إليه هو مجرد أمثلة ولمحات لا تعني الحصر بحال من الأحوال نسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناته وأن يجزل أجره ومثوبته، وعزاء الأمة في فقد الأمير نايف هو اختيار خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- لخلفه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لقد عرفت الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أثبت مقدرته وكفاءته وخبرته وإخلاصه لدينه ولأمته ولوطنه فيما أسند إليه من أعمال وفي مقدمتها إمارة منطقة الرياض وما باشره من مهام ومسؤوليات أخرى كان فيها ناجحاً وموفقاً وأهلاً لها بجدارة واقتدار، وكذلك تعيين خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ليكون وزيراً للداخلية وهو الآخر معروف بقدراته المتميزة وكفاءته وإخلاصه -نسأل الله- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الذي جعل القرآن وسنة المصطفى دستوره وقرت عيون الأمة بمنجزاته وأن يطيل عمره ويجزيه عن أمته وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء كما نسأله سبحانه أن يجعل التوفيق والسداد حليف ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كما نسأله سبحانه أن يوفق وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ويسدد خطاه إنه على كل شيء قدير.

 

رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز فقيد الأمة وفقيد الوطن
د. حمد بن محمد آل فريان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة