ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 26/06/2012/2012 Issue 14516 14516 الثلاثاء 06 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

- من عُرف بالحكمة؛ لاحظته العيون بالوقار. هذا هو (سموالأمير سلمان بن عبد العزيز)، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، الذي تحمل المسؤولية منذ نعومة أظفاره، فتدرج في المواقع الإدارية، وتعلّى في المناصب القيادية، حتى أصبح خير خلف لخير سلف: أخويه الأميرين الجليلين: (سلطان بن عبد العزيز)، و(نايف بن عبد العزيز)، رحمهما الله رحمة الأبرار.

* حكمة (الأمير سلمان بن عبد العزيز)، ظاهرة جلية في إدارته وقيادته، وحلم (الأمير سلمان بن عبد العزيز)، يعرفه القاصي والداني، حتى أصبح مضرب المثل فيما بينه وبين الناس كافة.

- كل حي وميدان وشارع وشجرة في الرياض العاصمة، يحمل بصمة أمير الرياض سلمان بن عبد العزيز طيلة العقود الستة الماضية. العاصمة الطينية التي تحولت إلى واحدة من أبرز العواصم العربية؛ سكناً وسكاناً وتنظيماً، وبنى إدارية واقتصادية وتعليمية وتاريخية وثقافية، لم يتوقف اهتمام الأمير سلمان على تنمية المكان في مباني الرياض الشاهقة وشوارعها وميادينها فحسب، بل أرسى قواعد تنمية الإنسان، جنباً إلى جنب مع تنمية المكان، فكانت الرياض العاصمة الحديثة النابضة بالحياة، التي نراها اليوم مفخرة من مفاخر المدن السعودية.

- هناك جوانب عدة وكثيرة مؤهلة للحديث؛ عن شخصية سموولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (الأمير سلمان بن عبدالعزيز)، فشخصية الأمير سلمان متعددة المواهب، متنوعة المشارب، ولكل جانب منها مقال، يطول في هذا المقام.

- سيرة الأمير سلمان العلمية والعملية، ترسم فيه صورة الرجل الحكيم، الذي تريه حكمته أن فوق علمه علماً أكبر، فهو يتواضع أكثر، من أجل هذه الريادة العلية. لقد نذر حياته العملية لترجمة تاريخ الدولة السعودية إلى واقع ملموس في كافة مناحي الحياة. أصبح حفظه الله وفق هذه الرؤية الشفافة، ذاكرة أمينة لتاريخ هذه البلاد منذ نشأتها، وحافظة قوية لآثارها ومفاخرها وأمجادها، ومدافعاً عن عقيدتها ونهجها في الحياة.

- لم أرخطيباً يتحدث واقفاً ونحن معه وقوف لمدة ساعةكاملة، مثل (الأمير سلمان بن عبد العزيز). حدث ذلك في مجلسه بإمارة الرياض قبل عامين، عندما شرف ضيوف معرض الكتاب بزيارته. لقد اختصر لنا في هذا الحديث، وفي أفكار مرتبة، وصور غير منقوصة، تاريخ الدولة السعودية منذ نشأتها حتى اليوم، وأبان أسباب التفاف الناس حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ودفع ما يرميه الأعداء به من أباطيل. كان حديثاً شائقاً، من قلب الأمير إلى قلوب ضيوف الأمير، بدون رتوش. حديث مما لا تقوله الكتب عادة إلا ما ندر.

- أتكلم اليوم على شخصية الأمير سلمان من جهة تأثيره التاريخي والعلمي والثقافي والأدبي والإعلامي، ليس حصراً ولا استقصاءً، فهذا مما لا أقوى عليه، ولكن للتمثيل لا أكثر، فما أكثر ما يمكن الاستدلال به على شمولية هذا الأمير الخلوق، وعلى حنكته وحكمته وبعد نظره.

- نبدأ بمنارات الرياض العلمية، المتمثلة في عديد الجامعات الكبيرة، التي شملت حتى المحافظات المحيطة بالرياض. جامعات عامة، وأخرى خاصة، ومعاهد وكليات في شتى المجالات والتخصصات، تضم مئات آلاف الطلبة والطالبات، حتى توجت بجامعة الأميرة نورة، الفريدة من نوعها حقاً. إن وجود الجامعات وكثرتها، لدلالة على صحة المجتمع، وسلامة التفكير، ونبوغ العقل المدبر خلفها.

- نأتي إلى دارة الملك عبد العزيز مؤسسة علمية تاريخية ثقافيةكبرى، تهتم بتوثيق تاريخ المملكة والجزيرة العربية والخليج، وتعنى بالمحافظة على آثارها وتراثها. تجسد هذه المؤسسة بما تنهض به من دور ريادي في الأعمال البحثية والعلمية والتوثيقية، من خلال مركزها في الرياض، وفروعها في كافة مناطق المملكة، تلك الروح الفريدة التي يملكها رئيس مجلس إدارتها؛ (سموالأمير سلمان بن عبد العزيز). الروح المحبة.. بل العاشقة للتاريخ والآثار، والشعور الحي بمسؤولية الجميع في إحياء تراثنا، ونقل تاريخنا، وحفظ آثارنا، ومواجهة الأجيال بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم.

* مما يكشف أكثر عن شخصية (الأمير سلمان بن عبد العزيز) العلمية والثقافية، مؤسسة تاريخية وثقافية أخرى؛ هي مكتبة الملك عبد العزيز العامة، التي أبرزت الكثير من الدراسات والبحوث والوثائق، وحققت ريادة بحثية وعلمية غاية في الأهمية، تحت نظر وإدارة سلمان بن عبد العزيز.

- قلت وكتبت قبل اليوم؛ وسوف أظل كذلك، بأنه إذا ذُكرت الرياض، فتذكر مقرونة بسلمان بن عبد العزيز، وإذا ذُكر سلمان بن عبد العزيز، فتذكر معه على الفور الرياض. معالم الرياض التاريخية والتراثية والعلمية، تدلل على عبقرية (الأمير سلمان بن عبد العزيز) الذي رسم وخطط ونفذ.. أعرف أن سموه لا يحب مثل هذا الكلام، وسوف يقول: بأن دعم الدولة وتوجيهاتها هوالذي حقق هذا كله.. هذا صحيح يا سموالأمير، ولكن الدولة تدعم وتوجه في كافة مناطق المملكة، وسلمان بن عبد العزيز؛ تفوق في استيعاب دعم الدولة وتوجيهاتها، لتحقيق ما لم يتحقق في غير الرياض.

- هنا في قلب الرياض، حيث البدايات الأولى لهذا الصرح الشامخ للدولة السعودية الثالثة، التطوير الحضاري لمنطقة قصر الحكم.. قصر المصمك، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، والمتحف الوطني، ومتحف قصر الجزيرة للطيران.. ثلاثة معالم تاريخية تراثية، تعزز الدور التاريخي والريادي لعاصمة المملكة، وتكشف جوانب من سيرة التأسيس والتوحيد، وتضع الرياض على خارطة المدن العالمية التي تملك ذاكرة حية، فهي تثبت أن مدينة لا تخرف أبداً، لأنها بما تحقق لها منجزات حضارية وتاريخية، عصية على مرض الزهايمر التاريخي.

- ماذا أحدث عن تأثير وريادة سلمان بن عبد العزيز في الحياة العامة لهذه البلاد..؟ بل ماذا بقي مما لم تستوعبه ذاكرة الأمير المحب لتاريخ بلده، والعاشق لتراث وطنه، والوفي مع مواطنيه..؟

- يوصف (الأمير سلمان بن بعد العزيز)، بأنه صديق الصحافيين والإعلاميين على مر السنين. هوكذلك وأكثر، هوالصديق والأخ والأب والمرجع إذا احتدمت الأمور، بل هوالصحافي الأول، والمعقب الأول على كُتّاب الرأي في وسائل الإعلام، فكم من كاتب- وأنا واحد منهم- فوجئ بسلمان بن عبد العزيز- يصحح عليه، بكل لطف وحب وتودد، معلومة وردت في مقال له..!

- ومن حب سلمان بن عبد العزيز للصحافة والصحافيين، وعشقه لمهنة المتاعب أكثر من أهلها، أنه أبدل اسم حي النسيم في الرياض، ليصبح حي الصحافة، وقد حدث هذا في حفل افتتاح مبنى مقر صحيفة الجزيرة في الحي نفسه قبل عقدين تقريباً، وكنت ممن شهد الحفل الذي رعاه الأمير سلمان نفسه، وممن شهد على التبديل والتحويل والتسمية الجديدة.

- تهنئة خالصة من القلب لسموالأمير سلمان، أن أصبح عضيد أخيه المنصور بالله، خادم الحرمين الشريفين: (عبد الله بن عبد العزيز)، في قيادة الدولة الوفية مع أبنائها، فهومن ذوي العزم والحزم والكرم:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

assahm@maktoob.com - Assahm1900@hotmail.com
(*) باحث وكاتب- صاحب منتدى السالمي الثقافي
 

سلمان بن عبد العزيز.. الذاكرة (الوفية).. لتاريخ (الدولة السعودية)
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة