ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 27/06/2012/2012 Issue 14517 14517 الاربعاء 07 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

لا شك أن حزننا على فراق الأمير نايف.. وفرحنا بتعيين الأميرين سلمان وأحمد ليكونا (خير خلف لخير سلف) يأخذنا إلى فكرة محطات وموانئ السفر (المطارات - سكك الحديد - الموانئ.. وغيرها) والتي تعد نموذجاً مصغراً وصادقاً لرحلتنا الطويلة أو (القصيرة) في الحياة، فمن صالة الوصول إلى صالة الرحيل أو السفر يرى المتأمل وجوه البشر تناقضا حاداً بين استقبال ووداع قريب أو حبيب أو زميل.. بين ابتسامه أمل وتجهم ألم وندم الفراق... فرحة لقاء...ولوعة ندم وفراق.

فالمستقبلون تلمع عيونهم وتنفرج أساريرهم وتزداد أعدادهم بالتئام شمائلهم.. والمودعون في الجانب الآخر خلف كل عناق ووداع قصة حزينة تلخصها تلك الدموع الجارية على الخدود-رغم الحرص على إبقائها محتبسة.

القلوب المستقبله ترقب وتنتظر هبوط الطائرة أو وصول القطار والسفينة التي تقل الأحباب والأقارب بلهفة وشوق وترقب، بينما القلوب المودعة صعود الطائرة أو القطار والسفينة بلوعة وحزن وألم.

وهناك أيضا نموذج آخر في حزن الفراق وفرحة اللقاء.. ولكن هذا النموذج أشد وأقسى النماذج حزنا أو فرحا-هذا النموذج هو فراق الأهل والأقارب والأصدقاء والقادة بالقدر الإلهي-الموت، بينما هناك الأفراح والليالي الملاح بميلاد طفل جديد- بزواج ابن أو ابنة أو قريب وصديق- نجاح الأبناء والبنات- ترقية في العمل- أو تحقيق مواطن إنجازاً يرفع به اسم بلاده، أو اختيار قائد جديد إلى موقع سياسي في البلاد.

والمضحك في الأمر هناك من يستفيد من النموذجين السابقين من (الحزن إلى الفرح). فمثلا إذا لم يوفق في اقتحام عرس أو فرح أو مناسبة سعيدة يتوجه لاقتحام مأتم الحزن والموت. يدخل المأتم والدموع الزائفه تملأ عينيه منتقلا مما يسمى في الإنتاج الفني من (الكوميديا إلى التراجيديا). وهؤلاء من يطلق عليهم (الانتهازيون).

وفي الأسبوع الماضي عاشت المملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيده وشعبها النبيل لحظات من الحزن والألم العميق لمدة ثلاثة أيام بوداع المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز. ثم عوضنا الله بفرحة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع وكذلك الأمير أحمد بن عبد العزيز -وزيرا للداخلية- ليكونا خير خلف لخير سلف.

ولو أردنا أن نضع فلسفة للحزن والفرح، لقلنا أن فرح الإنسان هو حزنه.. وحزنه فرحه {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (6) سورة الشرح.. وما أكثر ما تمتلئ عيوننا بفيض من الدموع بسبب الحزن العميق أو الفرح الكثير. حين يستخفك الفرح، ارجع إلى أعماق قلبك وسترى أنك في الحقيقه تفرح بما كان يوما مصدر أحزانك.

نختتم برحمة على روح فقيد الوطن المغفور له -بإذن الله- نايف بن عبدالعزيز، ومرحبا بالأميرين سلمان وأحمد أبناء عبدالعزيز يحفظهما الله لإكمال المسيرة التي بدأها الراحل تحت قيادة مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أبقاه الله-.

farlimit@farlimit.com
الرياض
 

بين فراق نايف.. ولقاء سلمان وأحمد!
د. محسن الشيخ ال حسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة