ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 28/06/2012/2012 Issue 14518 14518 الخميس 08 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

ذكرياتي معهم
الكاتب: عبدالله منّاع
د. حمد الزيد

رجوع

 

قرأت له لأول مرة في الثمانينات الهجرية الستينات الميلادية عندما كان ينشر مقالاته الجميلة «من أيامي» في صحيفة «الرائد» الأسبوعية التي كانت تصدر في جدة، وكان وقتها يدرس طب الأسنان بالإسكندرية، وكان المد القومي (الناصري) في أوجه.. مما جعل المناع يعتبر ثقافياً وعاطفياً من أبناء تلك المرحلة.

وبعد تخرجه من كلية طب الأسنان اشتغل في مهنة الطب فترة قصيرة وتركها، ثم اشتغل بالكتابة والصحافة. فرأس عدة مجلات وصحف بالمنطقة الغربية، في جدة.

قابلته لأول مرة في التسعينات الهجرية في عمارة باخشب القريبة من ميدان البيعة بجدة.. وكان يعمل وقتها في مؤسسة البلاد للصحافة.. وقد جئت من الطائف فاستقبلني ببشاشة شدتني إليه وكان يضحك بصوت مرتفع كالمصريين! ويعبر عن أفكاره بإشاراته الكثيرة بيديه؟! كما كان شديد الأناقة في ملبسه ويستعمل ساعة متدلية بخيط يحيط برقبته وبعضها في جيبه الأمامي؟! وأدركت من يومها أنه يحب أن يكون متميزاً!! كما أن طوله غير الطبيعي يجعله كذلك فهو من أطول الكتّاب قامة من الذين عرفتهم في حياتي.

ثم رأيته فيما بعد بسنين وعرفت بأن حضوره مؤثر وعنده كاريزما شخصية مع مسحة من الترفّع! وعندما سكنت بمدينة جدة توثقت علاقتي به.

وقد زرته في مكتبه بمجلة «اقرأ» وكان يرأس تحريرها وتصدر عن مؤسسة البلاد عام 1401هـ فاستقبلني بحفاوة وعرض عليّ الإشراف على الصفحات الثقافية في المجلة فوافقت على أن أكون متعاوناً فقط.. وهذا كان شرطي الوحيد؟! إذ كنت موظفاً في الجامعة ثم في التعليم بجدة، وكنت كذلك أخشى أن أحترف الصحافة فاحترق في نارها؟! وكان اسمي قد عُرف في الصحف المحلية كشاعر وأديب قبل قدومي إلى جدة عام 1401هـ من الطائف وصرت أقوم بصياغة المادة اللازمة للصفحات الثقافية وأحضرها أسبوعياً للمجلة.. وهناك موظف سوري وآخر مصري يتوليان ترتيبها وإخراجها وكانت المجلة تمدني بأخبار الوكالات العالمية فيما يخص الأدب والثقافة.. ولم أسأل عن المكافأة التي كانت غير مجزية كالعادة! ولكنهم دفعوا لي طوال مدة تعاوني معهم وكانت حوالي العامين.

وبعد ذلك اعتذرت عن الإشراف على الصفحات المذكورة وبقيت أنشر أحياناً في المجلة... وألتقي بالمناع في ثلوثية السيد/ محمد سعيد طيب وإثنينية السيد/ عبدالمقصود خوجه كل أسبوع وفي الحفلات، وفي بعض مناسبات النادي الأدبي بجدة. وظلت علاقتنا طوال السنوات التي قضيتها في جدة متصلة، وكان الود والأفكار المشتركة وبعض المزاج يجمعني بالمناع الذي لاشك بأنه أحد المثقفين القوميين والكتاب التقدميين في بلادنا. كما أنه من بقايا الناصرين. ويكنّ إعجاباً لمصر وكتّابها ودورها، ويعشق مدينة جدة.

والمناع كاتب جيد له تاريخ طويل في الكتابة والمعاناة، وهو يخلط بين الكتابة السياسية والأدبية والاجتماعية ولكن المناع يجمع بين الثقافتين السياسية والأدبية، مع أنني أفضله كاتباً أدبياً كما كان في (الرائد).

وقد أصدر المناع بعض الكتب القليلة، ولكنه ظل يكتب في الصحف حتى الآن.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة