ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 28/06/2012/2012 Issue 14518 14518 الخميس 08 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يبدو لي أن روسيا (العظمى) قبلاً و(العَظْمة) بعداً، لم تتعظ من (عض) الدول و(وعظ) الشعوب لـ(تشويعها) وتصدير الشيوعية إليها حتى غدت بعض الدول التي عضتها شيوعيتها من أفقر بلدان العالم، بينما كانت قبل تلك الـ(عضّه) -(الغلثاء)- من أغنى البلدان، وقد طال (غلثها) الكثير من مثقفي العالم وأصابتهم تلك العضة بداء الغلث أو السعار لاستعمال العنف لتدمير بلادهم وتحقيق السعادة الوهمية للفقر أو العمال والفلاحين الذين طال انتظارهم لتحقيق ذلك الحلم الكاذب أقول، مثلما كذّبت روسيا بشيوعيتها على البسطاء وكذبت على الدول التي صدّرت إليها الثورة وكذبت على نفسها لمدة تجاوزت (7) عقود وحينما جلست على (البلاطة) في صقيعها البارد أعلنت لكل من ظللتهم أن الشيوعية لعبة كاذبة على ذقون الشعوب انسلّت من ذقن كارل ماركس المبعثرة واستقبلتها ذقن لينين المقلمة حتى أصبحت روسيا على الطوى والخواء والفقر وتابت لمدة ثلاثة عقود كاملة شاملة عن التدخل في شؤون الآخرين، وقررت أن تصبح دولة مسالمة لها علاقات طيبة مع سائر دول العالم. ولكن كما يقول المثل: (الكذوب لا يتوب) أو (أبو طبيع ما يخلي) (طبيعه) ها أن روسيا (العظمة) الآن تتدخل في شؤون الآخرين بنفس عادتها القديمة التي تجنح للعنف وقهر الشعوب كما كانت قديماً. لذلك ها أنها الآن تتدخل في شأن الشعب السوري وتدعم نظامه الغاشم بكل وسائل التهديد والقتل والقمع مما يذكرنا بـ(ربيع براغ) حينما اجتاحت دباباتها شيكوسلوفاكيا ذات عقد مضى لتثبيت الشيوعية هناك بعد تصديرها (للتشويع) ومثلما فعلت روسيا ها أن إيران الآن وحينما عجزت عن تصدير ثورتها بـ(تشييع) الشعوب نجدها اليوم تتدخل في شأن الآخرين بشكل مباشر، كما حدث في مملكة البحرين وسوريا على وجه الخصوص. ومع أننا نعلم أنه ثمة فرق كبير بين التشويع والتشييع باعتبار أن التشويع أيديولوجيا بالإمكان تغييرها كما غيرتها روسيا وتنصلت منها، فإن التشييع (عقيدة دينية) تتعلق بطائفة من المسلمين لا يمكن فرضها بالقوة على طائفة أخرى من المسلمين، تماماً، كما لا يمكن فرض الطائفة الأخرى على الآخرين، وهذه الحالة التاريخية القديمة والمتعلقة أصلاً بتاريخ الدين الإسلامي لدى العرب قبل الشعوب الأخرى التي تحاول تأليب طائفة عربية مسلمة على طائفة عربية مسلمة أخرى لخلق الشقاق بين الفئتين المتآلفتين وإثارة النعرات القديمة ونكء الجراح (العربية الإسلامية) من جديد. وهنا قديقول قائل ولكن الإسلام ليس للعرب وحدهم بل هو لكل الشعوب، وهنانقول لماذا تتدخل بعض الشعوب بشأن العرب المسلمين وبطريقة سياسية لا شأن لها بالدين؟!

 

هذرلوجيا
التشويع والتشييع
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة