ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 01/07/2012/2012 Issue 14521 14521 الأحد 11 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

توقفت عند هذه الكلمة البليغة التي قالها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو الخطيب البليغ الشاعر، الذي نشأ في بيت النبوة كأحسن ما تكون النشأة خُلُقًا ودينًا وشجاعة وبلاغة وبيانًا.

قيمة كل امرئ ما يحسن: شعار مهم تتحقق به مصالح البلاد والعباد، وهي كلمة موجزة بليغة موجهة إلى الناس جميعًا، فهي موجهة بالدرجة الأولى إلى الإِنسان نفسه حتَّى لا يضع نفسه في غير موضعها، فيفقد قيمته من جانب، ويسيء إلى الآخرين من جانب آخر، وحتى يعلم أن ما يحسنه مما سخَّره الله له في هذه الحياة ويسر له سبيله هو الذي يجعل له قيمة عند الناس، فإذا خرج عن هذه الدائرة أساء إلى نفسه وأتى بالأعاجيب التي قد تضحك عليه الناس، وتنزل بقدره ومكانته عندهم.

وهي موجهة أيضًا.. إلى أهل التربية والتَّعليم.. حتَّى يقوموا بدورهم في معرفة ميول الطفل، وتوجيهه إلى ما ينمي تلك الميول ويرقى بقدرته في إطارها، فهم بذلك يسهمون في بناء الأمة بناءً صحيحًا.

إن الإِنسان الذي يؤدي دوره في إطار ما يحسن من الأعمال ويتقن من الأقوال، إنسان ناجح سليم التفكير، ولو أخرج نفسه عن إطارها الصحيح لأساء إليها وإلى الناس.

قيمة كل امرئ ما يحسن.. العامل في عمله، والطبيب في طبه، والمهندس في هندسته، والأديب في أدبه، ولن يجد الإِنسان له قيمة إلا إذا راعى هذا الجانب المهم، وهو أمر ملموس في حياتنا، ولهذا قال السلف: من تكلَّم في غير فنِّه أتى بالأعاجيب.

يظلُّ الناس يقدّرون الطبيب في مجاله، ولو رأوه يتحدث ذات يوم في الهندسة مثلاً لنزل قدره عندهم، واستهجنوه، وقسْ على ذلك مجالات الحياة كلّها.

وقد يحسن الإِنسان أكثر من فن، ويبدع في أكثر من تخصص، وهنا يتحقق له معنى كلمة علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- فسيجد نفسه ذات قيمة في كل ما يحسن، ولكنَّ الغالب في الإِنسان إتقانه لشيء معين سخّره الله له. ما أجمل أن نرفع هذا الشعار ونلتزم به.

إشارة:

لا يُعْرَفُ الحُرُّ إلا من تعامُله

ولا الشجاع الفتى إلا إذا صَمَدا

 

دفق قلم
قيمة كلِّ امرئ ما يحسن
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة