ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 01/07/2012/2012 Issue 14521 14521 الأحد 11 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(من يبحث عن الظلم لا يحتاج إلى مصباح)

- حكمة عالمية -

يقال إن سبب حادثة وأد الفتيات في الجاهلية أنّ حرباً استمرت بين قبيلتين وبعد أن اصطلحتا أراد أهل السبي أن ترجع بناتهم فرفضت إحدى البنات العودة إلى أهلها واختارت سابيها فغضب الأب واعتبر ما فعلته فضيحة تستحق عليها أي فتاة الموت قبل أن تكبر فتجلب لهم العار.

هناك أشكال عدة لوأد البنات في الجاهلية فقد كانت المرأة الحامل تجلس على حفرة حين الولادة، فإذا ما ولدت بنتا ألقتها في الحفرة وأهالت عليها التراب بأمر من زوجها.

ولا نعرف إن كان حظ الفتاة التي تكبر حسنا أو سيئا حين يئدها والدها بعد أن تصل إلى سن السادسة من العمر حيث يطلب من أمها تزيينها ويأخذها إلى بئر في الصحراء كان قد حفره لها فإذا ما وصل إليه قال للطفلة انظري فيه فإذا ما نظرت فيه رماها فيه وأهال التراب عليها.

وقد حارب هذه العادة الوحشية في ذلك الزمان (صعصعة بن ناجية) جد الشاعر المعروف الفرزدق فاشترى 360 بنتا وقد مدحه رسول الله الذي أنهى برسالته هذه العادة الجاهلية.

الآن وبعد عدة قرون يتكرر مفهوم وأد البنات ولكن بأساليب أكثر وحشية استناداً إلى أن الوأد يتم والفتاة وصلت إلى عمر التمييز وإدراكها أكبر بالظلم من المولودة.

وأد البنات اليوم يتضح في ظلم المرأة وتعنيفها معنويا وحرمانها من التعليم أو العمل أو الزواج أو الميراث.

الحق أن أي حرمان للمرأة من أي حق من حقوقها المشروعة هو وأد لفكرها وروحها أما الجسد فلا قيمة له بعد موت الروح.

في المجتمعات القبيلة توأد المرأة فكريا حيث تمارس الأسرة دور شيخ القبيلة واللافت للنظر أن تشارك بعض النساء الذكور في عملية الوأد لأنهن لم يستطعن الانعتاق من سلطة الذكورة على عقولهن.

في عصرنا هذا شيخ القبيلة يمكن أن يكون حاصلا على أعلى الشهادات العلمية ويمكن أن يكون مثقفا لكن تبقى نظرته إلى المرأة ولسلوكياتها في إطار العيب.

تؤمّن الأسرة على ظلم شيخ القبيلة للمرأة في غياب لقراءة المستقبل فشيخ القبيلة نفسه سيمارس الديكتاتورية على كل أفراد القبيلة في حال تمردها وهذا ما سيكون، فالشخصية الاستحواذية إن لم تجد مؤيدين لبطولاتها مارست الظلم كيفما اتفق ومؤيدوها بالأمس سيكونون أول المفتدى بهم.

الرجل الذي يمارس دور شيخ القبيلة السلطوي لا يحترم المرأة التي أنجبته والمرأة التي تسمح للقبيلة وشيخها بوأدها تساهم في تراجع طاقات الحرية والعدالة وهي طاقات كونية منحها رب الكون للبشر دون استثناء.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
وإذا الموؤدة سئلت
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة