ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 01/07/2012/2012 Issue 14521 14521 الأحد 11 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كتب الدكتور محمد العوين مقالاً في هذه الجريدة بعنوان «قدم تساوي ألف قدم!!» ومما جاء فيه «الرياضة السعودية إنفاق بلا مردود!» وختم مقاله بـ»قدمك تساوي ألف قلم! لذا لم نحقق شيئاً يذكر على مستوى الرياضة ولا أحد يعلم عنا شيئاً يذكر على مستوى الثقافة؛ فما زلنا عند كثيرين أولئك الجهلاء من الأعراب!».

موقف الدكتور العوين للأسف يتبناه عدد من المثقفين الذين ينتقصون من قدر الرياضة وربما يعتبرون الحديث في الرياضة أو الكتابة عنها (نقيصة) في حق المثقف. وأود مناقشته اليوم ليس من مبدأ مجادلة الدكتور العوين أو الدفاع عن الرياضة السعودية ولكن مناقشة الموقف الثقافي والمعرفي ذاته.

أحد المفاهيم المغلوطة التي يرتكبها البعض هي عدم فهمه لآليات التنمية والاعتقاد أنها تسير في خطوط متوالية وليست متوازية. بمعنى الاعتقاد بأننا حينما نوقف الصرف على الرياضة سنبني مدارس أكثر أو أننا عندما نوقف عن الصرف على السياحة سنصلح نظام التعليم. التنمية يجب أن تسير في خطط متوازية ووفق خطط شاملة لجميع المجالات. ليس صحيحاً أو ليس مضموناً أن يؤدي تقليص الصرف على الرياضة إلى تحسين الثقافة وليس بالضرورة أن التقصير في ميزانيات الثقافة سببه استحواذ الرياضة على مواردها المالية.

المفهوم الثاني الذي يتم إغفاله هو كيفية تنمية الإنسان والمجتمع بشكل شامل؛ فالمثقف الذي يعترض على الرياضة يبدو أنه يجهل أن الرياضة بحد ذاتها مكون من مكونات الثقافة ومثلها الترويح والسياحة وغيرها من جوانب الحياة الأخرى. إلا إذا كان مثقفونا يعتبرون أن الثقافة هي مجرد قصيدة شعر أو مخطوطة تاريخية أو لغوية، فهذا قصور معرفي يجب عليهم إدراكه قبل تصنيف أنفسهم بأنهم مثقفون.

المفهوم الثالث الذي قد يكون محل جدل هو علاقة الثقافة بالمادة وهل الدعم الذاتي شرط أساسي لإنتاج الثقافة الجيدة أم لا. بإمكاننا دعم الإعلام والنشر والانتشار عن طريق المادة، لكن الإبداع وصناعة المثقف ليس بالضرورة مرتبطاً بالمال. ومفهوم أننا سنغير نظرة الآخرين نحونا بضخ مزيد من المال للجوانب الثقافية وتقليصها على الجوانب الرياضة، مفهوم يحتاج إعادة نظر. والأمر ذاته ينطبق على الرياضة حيث إن الدعم يسهم في تطوير المهارة وتسويق الموهبة وتنميتها، لكنه لا يصنع الموهبة. هل تدني أدائنا الثقافي أو الرياضي (إذا اقتنعنا بذلك) مرده نقص الدعم أم غياب الموهبة والإبداع؟!

المفهوم الرابع هو عدم التفريق لدى البعض بين سوء أو سلبية الممارسة لموضوع ما وبين قيمة الموضوع الحقيقية. قد نتفق أن هناك سوءاً في إدارة الرياضة في المملكة، لكن ذلك لا يعني أن الرياضة بذاتها قيمة سلبية. السوء قد يكون موجوداً في إدارة الشأن الإعلامي أو الشأن الثقافي أو الشأن الصحي أو الشأن التعليمي، فلا يعني ذلك أن نطلق الأحكام بعدم أهمية الإعلام أو الثقاة أو الصحة أو التعليم.

المفهوم الخامس يتعلق بماهية الرياضة؛ فالمفهوم الخاطئ والذي أضر بالرياضة السعودية وبالمجتمع بصفة عامة هو فكرة أن الرياضة مجرد الحصول على البطولات، فمادام منتخبنا في أي لعبة لم يصل كأس العالم فنحن فاشلون ونسينا أن الرياضة ترويح وصحة وبناء ذات للفرد وحركة اقتصادية وغير ذلك من المفاهيم.

المفهوم السادس يتعلق بالتصنيف الفئوي/ الطبقي للمهن الذي يتبناه البعض بأن الرياضة مهنة أدنى شأناً من الثقافة، رغم أنهم يشتكون من النظرة القائلة بعلو كعب العلوم التطبيقية (العلوم والهندسة والطب) على الثقافة (وفق المفهوم التقليدي للثقافة).

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
المثقف والرياضة
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة