ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 01/07/2012/2012 Issue 14521 14521 الأحد 11 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

الأمير سلمان ونصف قرن من العطاء
خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في حمأة التغييرات التي تعصف بالعديد من الدول العربية الشقيقة وما ستسببه من انعكاسات بالغة الأهمية على الدول المجاورة من إسلامية وعربية, جاءت ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, أيده الله وثبت خطاه, باختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ووزيراً للدفاع لتمنح الطمأنينة ولتعزز الإحساس بالأمان، ليس للمواطن السعودي والعربي فحسب, وإنما لبعض دول الجوار أيضاً. فموقع المملكة العربية السعودية الإستراتيجي وما تمثله من احتياطي للطاقة, ولكونها مهد الإسلام وقبلة المسلمين ولأنها ظلت وستبقى على مر الأيام جسراً راسخاً لتعزيز الثقة بين العالم العربي والدول الغربية, كل ذلك يجعل من اختيار القيادة السعودية الحكيمة لهذا الرجل الفذ والمتمرس في شئون الإدارة والحكم والمتتبع الدؤوب للقضايا العربية والإسلامية والدولية, يحتل أهمية استثنائية لدى الدوائر السياسية العربية والدولية. والكل لمس مدى الارتياح لدى العديد من قادة دول العالم لهذا الاختيار الذي لا يمثل الاستمرارية والاستقرار في مؤسسة الحكم في بلادنا فحسب, وإنما يعطي إشارة واضحة للعالم أجمع بأنه كلما ترجل فارس من قادتنا الكبار تسلم مكانه دفة القيادة فارس آخر لا يقل عنه حكمة ودراية وثقافة وسعة اطلاع وقدرة على المضي في قيادة بلدنا الحبيب نحو التقدم والازدهار.

ولا أبالغ إذا قلت إن ولي عهدنا المحبوب الأمير سلمان يجمع بين الثقافة الواسعة والمتنوعة وفن الإدارة والممارسة الطويلة في الحكم والقدرة والصبر على متابعة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في الدولة وشئون المواطنين.

أتذكر بشوق بالغ المجلس الذي كان يجمعنا في حضرة الملك فهد -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- وكيف كان الأمير سلمان دائماً حاضر الذهن متوقد الفكر يحمل هموم منطقة الرياض وأهلها وشئون الوطن وأبنائه بين جوانحه.

كان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- يضع كل ثقته في الأمير سلمان ويستشيره في أمور سياسية غاية في الأهمية ودون أن يعلم عنها أحد, والكل كان يدرك بأن الأمير سلمان هو مستشاره الحقيقي والفعلي, وكثير من عواصم الدول الكبرى كانت على دراية كاملة بأن موقع الأمير سلمان في مؤسسة الحكم, ومنذ ذلك الحين, لا يقف عند حدود مدينة الرياض, بل يتعداها الى قضايا مركزية وأساسية في إدارة المملكة, لذلك كانت تستقبله وتحتفي به وتتشاور معه وتستمع إليه كأحد أهم دعائم هذه الدولة.

ولن أنسى أبداً كيف استطاع هذا الرجل النبيل أن يجعل الزوار في عواصم العالم المتحضر, لندن وباريس وغيرها يتقاطرون ولساعات طويلة لرؤية محبوبته الأثيرة الرياض, من خلال معرض الرياض بين الأمس واليوم, وكيف تمكن من تحويل هذه المدينة, التي تسلمها قبل خمسة عقود وهي محاطة بالأسوار وأشجار النخيل, إلى مدينة عصرية مترامية الأطراف يزينها التخطيط الأنيق والبنى التحتية التي قل نظيرها في بعض العواصم العالمية. ولقد تمكن بصبره وحكمته ونفاذ بصيرته من جعلها محط أنظار العالم, والمدينة الأكثر والأسرع نمواً بين كافة مدن المعمورة.

وكلما تنقلت بين بيتي ومكتبي وتجولت في شوارع الرياض الجميلة أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا ألمس عن كثب ما يقدمه كل يوم هذا الرجل المعطاء لمحبوبته الرياض.

وإذا كنت في هذه العجالة لا أستطيع ذكر كل ما فعله هذا القائد الحكيم والأب الحنون لأبناء مدينة الرياض, فإنني سأكتفي بالقول إن الأمير سلمان في ظل اهتماماته السياسية والاقتصادية والتنموية لم ينس أبداً الجوانب الإنسانية والثقافية, فكما كان مجلس والده المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز يضم خيرة العقول والأعيان من سعوديين وعرب فإن مجلس الأمير سلمان الأسبوعي جامعة عربية مصغرة ومنتدى ثقافي ومجلس خليجي وملتقى عائلي فهو يضم الكاتب والمثقف ورجل الدين والإعلامي والمواطن والقادم من البادية أو الحضر وابن الرياض وصاحب الحاجة والمظلوم..الخ، كل ذلك من أجل بناء جسور الثقة والمحبة والتواصل بين القيادة والناس لفهم متطلباتهم والاستماع الى اقتراحاتهم وشكاويهم ورفع الجور عن المظلوم منهم ومكافأة من اجتهد أو أصاب.

والأمير سلمان -سلمه الله- كما عرفته منذ عقود قارئ من طراز رفيع ومتابع دقيق لكل ما يكتب في الصحف العربية وجل ما يصدر من كتب, وهو يعرف غالبية الكتاب العرب ويعرفه هؤلاء أميراً وقائداً حكيماً وصديقاً ودوداً. وكلنا يعلم عن الجهود التي بذلها في سبيل إقامة منارات ثقافية ستبقى إلى أبد الدهر تذكر الأجيال بأن بناء الصروح الثقافية لا يقل أهمية عن تشييد المدن الصناعية والأبنية الأنيقة والمجمعات السكنية او التجارية، فمن مكتبة الملك فهد, الى دارة الملك عبدالعزيز الى العديد من المجمعات والأندية التي تهتم بالعقل والروح والوجدان والتي تذخر بأهم وأثمن الكتب والمخطوطات والبحوث, التي جهزت بأحدث التقنيات التي سيستفيد منها الأبناء والأحفاد على مر العصور.

أخيراً وليس آخراً لا بد من القول بأنه إذا كان اسم الأمير سلمان -حفظه الله- قد ارتبط بمدينة الرياض وهي بسكانها ونخيلها وورودها جعلت من نفسها أحب فلذات كبده إليه, فإنه وفي خضم انشغاله بشؤونها كان يمد البصر الى خارج الحدود ليقف الى جانب أبناء جلدته ودينه من العرب والمسلمين, ففي وقت مبكر ومنذ ريعان شبابه بدأ الأمير سلمان يولي اهتماماً خاصاً للقضايا العربية والإسلامية, فهو في بداية العشرينات من عمره ترأس لجنة التبرع لمنكوبي مدينة السويس خلال العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م, وعندما انطلقت الثورة الجزائرية في نفس المرحلة, كان في مقدمة من وقفوا الى جانب الشعب الجزائري في نضاله ضد المستعمر وقدم لهم المساعدات العينية والتبرعات, أما قضيتنا المركزية فلسطين فيحملها في ضميره ووجدانه ولا يوفر جهداً في سبيل الدفاع عنها والذود عن أبنائها.

وقد يكون من الصعب وفي هذا الحيز الضيق, الإحاطة بكل مواقف الأمير سلمان العربية والإسلامية فهي كثيرة ومتشعبة وتحتل مكانة كبيرة في مسيرته في الإدارة والحكم من حرب تشرين سنة 1973م على الجبهتين السورية والمصرية, الى تحرير الكويت الى الحرب الأهلية في لبنان الى مساعدة الشعوب المنكوبة الى رفع الحيف والظلم عن الشعب الأفغاني أبان الاحتلال السوفياتي الى مساعدة شعب البوسنة والهرسك…. الخ.

بقي أن أقول إن اختيار مليكنا وقائدنا عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للأمير سلمان لهذا المنصب هو نتيجة كل هذه المسيرة العطرة وهو فوق كل ذلك رغبة حقيقية أحسسنا بها لدى كل شرائح المجتمع وفي كافة أرجاء وطننا.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة