ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 05/07/2012 Issue 14525 14525 الخميس 15 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ما للمآقي يا أماهُ قد سكبتْ

رجوع

 

عادة ما نعجز عن التعايش مع الألم ولا نستطيع استيعابه؛ بفعل الصدمة، وهو المفاجأة فتضحي مرارة الفقد أقسى، وألم الفراق أشد حينما نشعر بالعجز، ونُعدَم الحيلة من هنا يستعصي على بنات أفكارنا صناعة مفردات تتواءم مع ما يضطرب في دواخلنا فعلاج الفقْد يختزل في الوله، والاشتياق، وأمل اللقاء، إلا أن مفهوم الموت يعني بداية اللاعودة، فيتلبسك الإحباط، وتفترسك الهواجس السوداء غير أن ما أثار ابتهاجي، وأماط بعضاً من أحزاني، ثقتي بعدل خالقي، وأنه لا يُضيع عمل عاملٍ منا.

هنا تجاوزت هذه النقاط السوداء، وكتبت هذه الكلمات لـ(روح خالي الطاهرة) لعلها تعانق علياءه، وتستني ضياءه فله الكلمات تتراقص أنْ صيغت لأجله وبه المفردات تتيه زهواً أن نُسجت من سِماته.

رحمك الله رحمة واسعة: يا توأم العزة، وصنو الكرامة.

وهذه قصيدتي في الخال صالح بن محمد الرشيد (يرحمه الله):

بسم الله الذي أنزل القرآن والكتبا

الحمد لله معط واهب صببا

ثم الصلاة على الموصوف: قائدنا

ما شقشق الطير في أفنانه طرباً

صاحوا، وفي الصدر آهات تؤرقهم:

قد فارق الشيخ دنيا الحزن، والعطبا

ما للمآقي يا أماه قد سكبت

دمعاً أذاب سواد العين، والهدبا

أماه فضلاً أشيحي الدمع يا أملاً

فالدمع للسقط، لا للمجدوث منتصباً

رحيله المفجع، الموجوع أحلكنا

كأنه البدر في سود الدجى حجبا

لم يرتحل من بنى في المجد أروقة

يضوع فيح صداه، عابقاً، رطباً

لم يرتحل من أشاع الحب مكرمة

كذا التسامح في أعرافه أدباً

لم يرتحل باذل الأيدي، له سبق

وقد أناب بنيه: الأكمل النجبا

لم يرتحل صانع البسمات، بل بقيت

ذكراه عطراً على الأجواء منسكبا

العين تدمع، والأهداب غارقة

والجسم هزل، وبات القلب مكتبئاً

أما الضلوع فأنت فقد ساكنها

وفي الصدور صدى الآهات ملتهبا

الموت موت الجسام الباليات غداً

أما النفوس فتعلو في السما، سربا

قد ارتقى باسقاً في روض مسكنه

جليسه: صالح الأعمال، والقربى

عدن الجنان مع الأحباب محتبراً

لو خيروه رجوعاً للدنى، لأبى

ذاك أبو حمد، من ذا يضارعه

بين البرية: صباً، سائغاً، عذبا

شهم وفي سنيٌّ باذل بسم

عذب جليل عليٌّ عانق الشهبا

صلد قوي غزير واهب غدق

كميت غاب، أبيٌّ، باذلٌٌ سببا

كملٌ متمٌّ سريٌّ حازمٌ رشد

جزلٌ عفيفٌ نقيٌّ شابه السحبا

سهلٌ إذا أنت سهل، علقم كمد

لو كنت شراً، مريداً، خائباً، نهبا

براءة الطفل تعلو ثغر مبسمه

ومخلب السبع في أظفاره نشبا

ندر الخصام، ومعدوم الشقاق فلا

تراه ممتطياً إثماً، ومرتكباً

له العيون خضوع حين ترمقه

أما القلوب؛ فتهفو نحوه صبباً

يا صنو أمي يا رمزاً لأسوتنا

إيهٍ، فحبك في الأعماق قد رسبا

يا صنو أمي يا فخراً لحاضرنا

رعتك عين لها الإخلاص قد وجبا

ختام حرفي صلاة طاب مسمعها

على نبيٍّ أفاقَ العجم، والعربا

عبدالعزيز محمد سليمان الدباسي - بريدة

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة