ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 05/07/2012 Issue 14525 14525 الخميس 15 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

بين العليا والزلفي..ألم وأمل

رجوع

 

اطلعت على ما نُشر في العدد 14520 في صفحة 16 تحت عنوان: (مشروعات حالية ومستقبلية، تجاوزت 20 ملياراً.. (المياه الوطنية) ماضية في تطوير وتحسين قطاع المياه والصرف الصحي) ثم اطلعت على تعقيب مهم في صفحة (عزيزتي الجزيرة) تحت عنوان: (م. النمر يؤكد: تم كف يد المقاول المسؤول عن مشروع صرف العليا ووعد بسرعة معالجة الوضع) وفي ثنايا تعقيب مدير وحدة أعمال الرياض م. نمر بن محمد الشبل ذكر أنه بعد عدة إنذارات لمقاول تنفيذ مشروع الصرف الصحي بحي العليا صدر خطاب كف يد المقاول وسحب المشروع، ثم إن المقاول طلب إلغاء كف اليد، ووعد بزيادة معداته وإمكانياته، وتم متابعة تنفيذه، واتضح تحسن إنتاجيته خلال الشهرين التاليين وجار متابعة أداء المقاول، وسوف يتم تفعيل كف اليد وإعادة الطرح في حال عودته للأداء المتدني، وختم م. الشبل تعقيبه بقوله: إن شركة المياه الوطنية ترحب بأي طرح يخدم الوطن والمواطن، ويحقق المصلحة العامة.

وحقيقة عندما قرأت الخبرين خالجني شعور غريب متناقض، اختلطت فيه مشاعر الأمل مع متاعب الألم، وامتزجت فيه أحاسيس الفرح مع سحائب الحزن والترح، فرحت لما تصرفه الدولة من مليارات في مثل هذه المشروعات الحيوية المهمة، وزاد أملي، وتضاعف تفاؤلي لما لمسته من تفاعل المسؤول مع معاناة المواطنين المتكرّرة، وتجاوبه مع ما يطرح في الصحف من شكاوى المواطنين، قائماً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ومتجاوباً مع وصية خادم الحرمين - وفّقه الله- بتذليل كافة الصعوبات التي يتعرض لها المواطنون، وتعكر صفو حياتهم، وحزنت وازداد ألمي لما يلاقيه أهالي الزلفي من معاناة طويلة مع مشروع الصرف الصحي، ذلك المشروع المعمّر الذي امتد لسنوات طويلة وصلت لثلاث عشرة سنة، بل تزيد، حتى إنه يستحق الدخول في موسوعة (جينس) للأرقام القياسية وبجدارة، دون بارقة أمل في تشغيل المشروع في القريب العاجل.

أيها المسؤولون: إن محافظة الزلفي تعاني الأمرين من التأخر في تنفيذ وتشغيل مشروع الصرف الصحي، فشوارعها تغرق بمياه المجاري النجسة، حتى وجد البعوض فيها مرتعاً آمناً للعيش والتكاثر، وأجواؤها وهواؤها تلوثه الروائح المنتنة والكريهة، والنجاسات تعلق بأقدام المارة وملابسهم وأبدانهم وسياراتهم، والحفريات وإغلاق الطرف أو تضييقها يعكر صفو حياتهم، وبعد ذلك كل جاء المتعهد السابق بشفط تلك المياه ليكمل ما نقص من المعاناة برفعه المستمر لأسعار شفط المياه فمن 35 إلى 70 ريالاً ثم قفزت إلى 90، ثم إلى 100 ريال خلال أيام، ويبدو أن وثبته القريبة القادمة ستكون لـ 120 ريالاً وهكذا زيادات في الأسعار متقاربة مع أن المسافة التي تنقل إليها تلك المياه قريبة جداً، ولكنه الاستغلال السيئ لحاجة المواطنين، مما أثقل كاهل البسطاء منهم، بل دفع البعض لعدم سحب تلك المياه وتركها تجري في شوارع المحافظة كالأنهار.

فيا أيها المسؤولون: هل سمعتم بمشروع صغيراً امتد لتلك السنوات الطويلة أو نصفها؟!

وهل تشعرون بالمعاناة التي يعايشها أهالي الزلفي صباحاً وظهراً ومساءً؟! وهل ترضون بذلك؟ أملي وأمل عشرات الآلاف من أهالي محافظتي بسرعة التجاوب والمبادرة في إنهاء تلك المعاناة عاجلاً غير آجل، فقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد في وسع المواطنين المزيد من الصبر والتحمّل، وقبل أن أختم كتابتي هذه لا بد أن أشير إلى أربع نقاط مهمة حول هذا الموضوع:

النقطة الأولى: ما أجمل أن يتجاوب المسؤول مع هموم المواطنين ويتفاعل معها، ويسمع للشكاوى ويسعى لحلها، وهذا مما يثلج صدر المواطنين ويشجعهم على بث همومهم للمسؤولين، لأنه يعلم أن ما يقوله ويكتبه سيكون محل اهتمام المسؤول وتحت عنايته، ولعل تفاعل مدير وحدة أعمال الرياض وتجاوبه مع الشكوى التي نُشرت في هذه الصحيفة هو ما شجعني لكتابة وتسطير هذه الكلمات، فبارك الله في كل مسؤول سار على هذا الدرب، وأكثر من أمثاله.

النقطة الثانية: من أكبر أسباب تعثر تنفيذ المشروعات وتأخرها من قبل المقاولين عدم متابعتهم ومحاسبتهم على التأخر، وهذا ما شجعهم على التمادي في هذا المجال وضرب مصالح المواطنين بعرض الحائط، فمن أمن العقوبة والمحاسبة أساء العمل، ولعل خير شاهد على ذلك ما حصل لمقاول مشروع العليا، حيث سارع للعمل وزيادة المعدات عندما سُحب منه المشروع، فهل تعي الجهات المسؤولة ذلك؟!

النقطة الثالثة: لا يخفى على الجميع ما تسببه مياه الصرف الصحي من أضرار وأمراض ونجاسات وتلويث للبيئة، ولذا فمشروعاتها يجب أن تكون لها الأولوية في الاعتماد والتنفيذ، فهي لا تحتمل التأجيل أبداً أبداً.

النقطة الرابعة: الأمل الذي ولد في حي العليا بمدينة الرياض، سيكون - بإذن الله- بارقة الأمل لإنهاء معاناة مئة ألف مواطن في محافظة الزلفي، وإذا اشتد الظلام قرب طلوع الفجر، ومن رحم الآلام تولد الآمال، فأبشروا يا أهل الزلفي فإن المسؤول لن يرضى بوضع محافظتكم المزري، فانتظروا تجاوبه السريع الذي سيشفي صدوركم قريباً، بل قريباً جداً بإذن الله.

أحمد بن محمد البدر - الزلفي

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة