ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 06/07/2012 Issue 14526 14526 الجمعة 16 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الدار قبل الجار أحيانا!
حمود دخيل العتيبي

رجوع

 

إنه لمن المؤلم حقا أن يكون الجار مصدراً للإزعاج والأذى لجيرانه وهذا خلاف ما حث عليه الإسلام حيث عظم حق الجار، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}، كما ظل جبريل عليه السلام يوصي رسول الهدى بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه»، لذا فلا غرو أن يحض النبي صلى الله عليه وسلم - على الإحسان إلى الجار وإكرامه: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»، وعند مسلم: «فليحسن إلى جاره»، بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان به، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه»، والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله، وهذا ما نراه خلاف الواقع لدى البعض مع الأسف في زمن طغت فيه الماديات على الإحسان إلى الجار والرفق به، حيث نجد البعض والعياذ بالله يتعمد أذية جاره بإيقاف سيارته عند باب جاره وتعطيل مصالحه على حساب نفسه أو أن يتعمد مضايقته بالقول أو غير ذلك من الأفعال والأقوال التي حذر منها الدين الإسلامي، فهلا نعي وصية رسولنا ونحسن الجوار لنفوز برضا الله ومحبة الناس، كما لا بد أن ننوه إلى بعض الصور من حسن الجوار ونحن في هذا السياق فمن صور حسن الجوار: رد السلام، وإجابة الدعوة، وكف الأذى عن الجار بل وتحمل أذاه أحيانا كذلك تفقده وقضاء حوائجه، وستره وصيانة عرضه، وقد كان العرب يفخرون بصيانة أعراض جيرانهم حتى في الجاهلية، حيث يقول عنترة بن شداد:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها

وأما في الإسلام فيقول أحدهم:

ما ضر جاري إذ أجاوره

ألا يكون لبيته ستر

أعمى إذا ما جارتي خرجت

حتى يواري جارتي الخدر

لذا فلا بد أن يعي الجميع أن من أهم أسباب سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه حفظ حقوق الجار والإحسان إليه، والله الموفق.

- الرياض

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة