ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 06/07/2012 Issue 14526 14526 الجمعة 16 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

كثير هي المواقف التي أتذكرها حول رؤية العالم لنا كمسلمين وعرب وسعوديين، وأنا على يقين أن الكثير منا يتذكر مواقف أخرى إيجابية كانت أم سلبية. ولكن الأكيد أن الكثيرين حول العالم يروننا من خلال عيون الآخرين، ومن خلال عيون الإعلام أو من خلال عيون التعصب الديني والعرقي، أو من خلال التعصب السياسي، أو من خلال الكراهية في سبيل الكراهية فحسب. والحقيقة أننا يجب أن نفخر بهويتنا الإسلامية وانتمائنا العربي وبوطنيتنا السعودية، وهذا ما يكتشفه ويقره الكثيرون ممن تعايشوا أو عاشوا معنا وتعرفوا علينا عن قرب، والشواهد على المستوى الشخصي كثيرة.

واليوم أجدني أكتب ولأول مرة قصة في مقال، فما شاهدته وعايشته خلال مشاركتي في حفل ختام البرنامج التدريبي (إعداد المدرب المعتمد لنشر ثقافة الحوار) للكشافة العالمية الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز الوطني بالرياض ويهدف إلى إعداد مدربين معتمدين في التدريب على ثقافة الحوار لمنسوبي الكشافة العالمية وذلك ضمن مشروع (رسل السلام) التابع للكشافة العالمية وفق رؤية من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لنشر ثقافة السلام والحوار حول العالم. نعم فما شاهدته ذلك اليوم يخلط مشاعر الفرح والبهجة بالألم والحسرة.

قام شاب من جمهورية أيرلندا ليضع تقييمه للبرنامج التدريبي شأنه شأن زملائه المشاركين من 14 دولة حول العالم، بدأ هذا الشاب بلكنته الأيرلندية الصرفة بالحديث عن البرنامج، لكنه توقف فجأة عن الحديث توقفاً استرعى انتباه الحضور، ليكمل بعدها أنه لا يستطيع الحديث عن البرنامج التدريبي لأنه تعلم في رحلته القصيرة إلى الرياض أشياء أهم من التدريب. أجهش بعدها الشاب الأيرلندي بالبكاء وأصبحت كلماته متعثرة في دموعه المنسكبة على وجهه يقاوم عبراته ليستطيع المتابعة.

يقول - بعد دقائق من الشهيق والزفير - أنه مدين للمملكة العربية السعودية وشعبها بالاعتذار عن أفكاره المغلوطة حول هويتنا ومجتمعنا، وأنه تردد كثيراً في الحضور لهذا البرنامج بسبب ما يعتقده عن هذا البلد وهذا الشعب. يقول إنه أتى إلى هنا وهو يعتبرها من أهم مغامرات حياته المليئة بالسفر والاكتشاف، وقال إنه الآن يعتبرها من أهم اكتشافاته عن نفسه.

حديث الشاب الأيرلندي كان طويلاً مليئاً بالمشاعر. ذرف دمع بعض الحاضرين ولكنه بالتأكيد لمس قلوب كل الحاضرين.

خلاصته، أن الحمد لله على إسلامنا، والحمد لله على عروبتنا، وعلى وطننا، وعلينا دائماً الفخر بمقدراتنا ومكتسباتنا ووحدة شعبنا.

albadr@albadr.ws
 

عندما بكى الأيرلندي
عبدالمحسن بن إبراهيم البدر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة