ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 06/07/2012 Issue 14526 14526 الجمعة 16 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

قبل أكثر من مائة سنة وتحديدا في 1899م تأسس النادي الإسباني المخضرم (برشلونة) أو كما يسميه محبوه وعشاقه (بارشا), ضمن أوائل الأندية التي تأسست في (الأندلس) على يد مجموعة من اللاعبين بقيادة الرمز (خوان غامبر).. وقد اشتهر النادي الكاتالوني الكبير بعدد بطولاته الذهبية وإنجازاته العظيمة في تاريخ كرة القدم الإسبانية.. كأكثر الأندية استحواذاً على نصيب الأسد من الألقاب الذهبية.. محطماً رقماً قياسياً في مضمار كأس إسبانيا, كما يعتبر أول ناد إسباني يفوز ببطولة الدوري عام 1928م, وأول ناد يفوز بست بطولات من أصل ست (محليا وخارجيا) في موسم واحد,فضلا عن تفوقه ونجاحه على صعيد البطولات الأوروبية, وأمام هذه الأرقام الصعبة في معادلة تفوقه ومنجزاته البطولية, أصبح النادي الإسباني العريق ثاني أغنى نادي كرة قدم في العالم من حيث العوائد المالية والمردود الاستثماري حيث تصل نسبة مبيعاته السنوية إلى 398 مليون يورو, أي ما يقارب (مليار و890 مليون ريال سعودي), ففي 2010 وافقت إدارة النادي المخضرم على صفقة رعاية القميص مع شركة قطر للاستثمارات الرياضية بقيمة تصل 170.000.000 يورو على مدى خمسة أعوام, وتعتبر الصفقة التاريخية الأكبر في تاريخ عقود الرعاية في كرة القدم, كما أن هناك شركات أخرى ترعى النادي الكاتالوني.. كشركة نايكي الأمريكية المزودة للتجهيزات والعدد الرياضية للنادي وهناك شركات أخرى ترعى النادي الأندلسي العريق كالخطوط الجوية التركية, وشركة تصنيع السيارات الألمانية أودي, ومؤسسة الهاتف المتنقل والثابت الإماراتية (اتصالات), وشركة المشروبات الغازية كوكا كولا, بالإضافة إلى وجود رعاية إعلامية محترفة من خلال قناة tv3 التلفازية الكاتلونية وراديو كاتلونيا وصحف ديفرتيفو موندو وسبورت, ورغم كل هذا الزخم الاستثماري والأموال المغدقة والوثبة المالية الكبيرة التي يعيشها النادي الشهير لم تجعله يغفل عن (مسؤوليته الاجتماعية) أو يركل كرة جمع الأموال والعوائد الاستثمارية في خزينته دون أن يسجل هدفاً نبيلاً في شباك الأعمال الخيرية ومرمى المشروعات الإنسانية.. فهذا النادي الكبير بوعي إدارته الشمولي.. اشغل الناس (رياضيا) بإنجازاته وشهرته ومنجزاته ونجومه ورموزه وتاريخيه المئوي.. كما أشغلنا أيضا في نشاطه الاجتماعي وحضوره الاستثنائي.. بلياقته التكافلية, ومبادرته الخيرية.. كلياقة أشهر نجومه الحاليين. تشافي وميسي ووأنيستابويول وفابريغاس.. لياقة تعكس عمق التعاطي ورقي التفاعل في المضمار الإنساني, فقد خصصت إدارة النادي الإسباني (الواعية) تبرعا سنويا ما نسبته 7% دعما للمشروعات الخيرية والأعمال الإنسانية, وذلك انطلاقا من مسؤولية النادي ورسالته السامية تجاه المجتمع, ولم يتوقف التفاعل الاجتماعي النبيل من النادي الإسباني الجميل عند محطة الدعم المادي, بل دعمه أيضا (معنويا) وتمثل ذلك في وضع شعار «اليونيسيف» كمنظمة إنسانية عالمية تعني برعاية ودعم الأطفال الذين يعانون من جوع وفقر ومرض وتمييز وجهل، رغم أن قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تمنع وضع أي ناد أوروبي لأكثر من شعار على قميص النادي, وقد سمح (اليويفا) لبرشلونة وضع شعار اليونيسيف -بصفة استثنائية- كونها مؤسسة خيرية لا تهدف للربح.. هكذا نجحت إدارة النادي الكاتالوني العريق في إحراز أجمل الأهداف النبيلة في شباك الأعمال الخيرية, والتفاعل مع هموم وقضايا المجتمع, لتعكس الصورة الحقيقية للحس الوطني والعمق الإنساني من النادي المئوي الذي أشغلنا رياضيا واجتماعيا.. في الوقت الذي غابت فيه ثقافة المسؤولية الاجتماعية عن أنديتنا الرياضية, خاصة الأندية الكبيرة باستثماراتها المالية, كثقافة واعية, وسلوك حضاري, ومطلب إنساني يعني بتنظيم وتوثيق الأعمال التطوعية والخيرية والاجتماعية, باستثناء نادي الهلال الذي بادرت إدارته بقيادة العقل الواعي (عبد الرحمن بن مساعد) في استحداث إدارة تعني بالمسؤولية الاجتماعية.. استشعارا بالدور المجتمعي والحس الوطني والتفاعل الإيجابي مع هموم وقضايا المجتمع.. ويحسب للإدارة الهلالية أنها أول من بادرت في تخصيص تبرع سنوي من استثمارات النادي الخمسيني بنسبة 4.8% للمسؤولية الاجتماعية, علاوة على تبرعها في الموسمين الماضيين بما نسبته 25% من قيمة مبيعات تذاكر مباريات الفريق الأول.. لصالح الجمعيات الخيرية والأعمال الإنسانية ودعمها مالياً.. والأكيد أن مبادرة برشلونة الأندية السعودية (الهلال) جديرة بالتعميم بما يعزز من نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في الوسط الرياضي.. وتأصيل قيمها النبيلة.. في ظل القصور الواضحة من المؤسسة الرياضية وعدم الأخذ بالدور التنويري, والإسهام في تفصيل هذه القيم الإنسانية في المجتمع الرياضي خاصة بعد إنشائها لجنة للمسؤولية الاجتماعية قبل أكثر من عام.. ولكن يبدو أنها ولدت خديج وتحتاج لأجهزة متخصصة, وكفاءات علمية متنيرة.. تعيد صحة وعافية وتوازن وفعالية هذا النشاط الاجتماعي (العليل).. في مجتمعنا الرياضي...!!

..شكرا برشلونة فقد كشفت سبب تأخرنا وأزمتنا وتخلفنا.. حتى في تفاعلنا مع همومنا وقضايانا الإنسانية في مجتمعنا الرياضي..!!

Twitter@kaldous1
 

برشلونة.. والمسؤولية الاجتماعية.!
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة