ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 07/07/2012 Issue 14527 14527 السبت 17 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في هذه الأوقات الدقيقة، كم تبدو صورة الهشاشة الروسية ساطعة وفذّة: الهشاشة في الداخل. الهشاشة في العلاقـــــات الروسية - العربية. الهشاشـــــة في التحالفات الروسية مع الإقليم ومع العالم.

تكفي هذه التأوّهات الروسية العابرة للقارات، بمزاعم الخوف على الشعب السوري، ومحبة العرب، والحرص على استقرار المنطقة.

هل يريد بوتين أن يقول إن كمية الأمل أصبحت ضئيلة جدا، بحيث لم تعد تصلح لأي شيء؟

التأوّهات الروسية، ومراوغة عرّاب الفشل المستر كوفي عنان، هي وصفة مُشعل الحرائق، ورجل الإطفاء، في الآن معا. تؤجج روسيا - بوتين نيران الأزمة السورية، قبل أن تقدّم نفسها صاحبة المشروع بحلها.

الفيتوات الروسية كان لها مفعول الحماية القصوى للنظام العلوي في دمشق، الذي كان كلما حصل فيتو يُطلق العنان لجهازه القمعي الجبار. بعد كل فيتو كان يجرّ معارضيه نحو العسكرة والتطرف.

إنه المنطق المُجرب، بوتينيا وعلويا، بُذل الجهد الجهيد لتطبيقه: المعارضون السوريون بوصفهم “إرهابيين”، من حق النظام قتلهم بوحشية بأحدث الأسلحة الروسية الثقيلة. النظام البوتيني عالج موضوعه المماثل بالطريقة ذاتها، عندما ارتكب المجازر الوحشية بحق شعب الشيشان.

موسكو ودمشق طبّقتا أسوأ سياسة في التاريخ الهمجي، القائمة على تغذية التطرف والعسكرة عبر إرهاب الدولة وعنفها.

يستطيع بوتين أن يُكرر إلى ما لا نهاية أمام الغرب أن همّه الوحيد هو حماية نظامه من تطرّف أهل السنة البازغ في سورية، إلا أن الخبراء يعرفون أن نهج بوتين التدميري العسكري المتوحش القصير النظر في القوقاز، هو الذي أوجد التطرف الإسلامي المسلح في القوقاز.

هل فكر بوتين بعاصمة الشيشان عندما حدّق في صور مدينة حمص، وقد حلّ بها الدمار الكامل، فهجر أبناؤها بعد ما خلّفوا وراءهم ألوف القتلى والجرحى؟

بوتين حلق يوما فوق العاصمة الشيشانية، غروزني، بالهليكوبتر، وأعرب، وقتها، عن استغرابه من حجم الدمار الشامل، رغم أنه هو الذي أمر به.

بدوره، بشار الأسد حرص على نقل زيارته إلى مدينة الثورة، حمص، عبر التلفزيون، بعد ما سحقتها دباباته. في التغطية التلفزيونية لزيارته هذه، بدا الأسد وهو.. يبتسم.

بوتين في محاولته إقناع العالم بحرصه على السلام والأمن الدوليين، هو كمن يُحاول إقناع أي امرأة، حتى لو كانت قادمة من معسكرات الصقيع في سيبيريا، بأن استخدام الفحم الحجري هو أفضل من استعمال أحمر الشفاه.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

بوتين في حمص والأسد في غروزني
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة