ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 08/07/2012 Issue 14528 14528 الأحد 18 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ينشغل كثيرٌ من الناس من الديانات المختلفة، بنهاية العالم، باعتبار أن هذا الأمر، من الأمور الغيبية والأسرار الكونية التي يظل الإنسان لاهثاً في البحث عن أي معلومات أو دلائل تشير إلى مثل هذه الأمور التي استغلها بعض المشعوذين، والدجالين والمنجمين للتغرير بعدد من الناس.

وفي الغرب انتشرت الكثير من التكهنات حول عام 2012 وعن ما ينتظر البشرية من أهوال وكوارث وتناولتها الكثير من الصحف والمجلات والنشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني، فمن جهة ينظر البعض إلى سنة 2012 بشكل إيجابي ويتوقعون المزيد من التقدم للعالم وإحلال السلم والرفاهية، ومن جهة أخرى يتوقّع آخرون حدوث كوارث عظيمة لم تشهدها البشرية مسبقاً وهم يرون أن ملامح هذه الكوارث بدأت تظهر على خلفية تأويلات الرباعيات الملغزة للعراف نوستراداموس -وشيفرة نوستراداموس والحرب العالمية الثالثة- ويعتبر روبرت سابت من جملة هؤلاء الذين يتوقعون نهاية مأساوية للعالم قريباً فقد خصص موقعاً إلكترونياً ليتحدث عن نهاية العالم المرتقبة في عام 2012م.

وفي الديانة المسيحية أيضاً معتقداً كهذا يعتقد بنهاية العالم العام الحالي، لكن الأمر تفاعل لديهم بشكل جدي إلى أن وصل المجال الفني السينمائي، حيث تم إنتاج عدد من أفلام الخيال العلمي والذي كان على رأسها فيلم “النهاية” الذي يتناول حقيقة مفادها أن الأرض وسكانها سيواجهون يوماً مشهوداً يتم فيه تدمير الأرض بمن فيها ومن عليها، وهذا الفيلم تميز بالمقدرة العالية في مجال الخيال العلمي، حيث تنهار ناطحات السحاب، وتفيض البحار، وتتصدع الأرض، فتظهر تشققات مهولة في جنباتها، حيث يحدث خسف جماعي لكل ما على الأرض.

المهم أن المشهد السينمائي المخيف هو أيضاً ينطلق من إيمانهم بأن نهاية العالم قد اقتربت، وهم يتوقعون حدوث ذلك في ديسمبر من العام الحالي 2012م أو على أقل تقدير في خريف العام الميلادي 2013م، حيث تكون السنة 2012م قد انقضت تماماً، معتمدين على حسابات دينية مسيحية تقول بأن عمر الأرض الطبيعي لا يزيد عن 6000 سنة، وذلك استناداً إلى أن اليوم بالحسابات الإلهية يمثّل ألف سنة بحساباتنا نحن البشر، وهو ما يشير إليه القرآن الكريم في قول الله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}. وفي آية ثانية قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.

المعنى أن يوماً من أيام الآخرة مقداره ألف سنة من أعوام الدنيا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: “يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة”.

وبناءً عليه فقد خلق الله الأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع بحسب معتقداتهم الإنجيلية، وهذا يشير إلى عمر الأرض الذي يمثّل ستة آلاف سنة، إلى جانب الحسابات الأخرى التي قاموا بها المرتبطة بأعمار الأنبياء منذ آدم مروراً بنوح عليه السلام، إلى ميلاد المسيح، هي ما تمثّل في جملتها 4 آلاف سنة ونيف، ثم منذ ميلاد المسيح إلى الآن هناك 2000 عام، هذا مؤشر على نهاية عمر الأرض، بحساباتهم هم، لكون الخالق - جلَّت قدرته - قد خلق الأرض في ستة أيام من حسابات الآخرة وهي ما تعادل 6000 سنة . ونحن المسلمين لا نؤمن بمثل هذه الأفكار التي يطرحها الغرب، حيث إن معتقدنا أن علم الساعة عند الله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى في القرآن الكريم {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا *فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} الآية 24-46 من سورة النازعات.

ونهاية الكون لدينا نحن المسلمين، معناه قيام القيامة، وهناك أحاديث نبوية شريفة تشير إلى علامات كبرى للقيامة، وعلامات صغرى، ونجد أنه في كلام الله ما يشير إلى أن القيامة تأتي بغتة في قوله تعالى، بعد أن تأخذ الدنيا زينتها، ويظن أهلها أنهم قادرون عليها في قول الله تعالى من سورة يونس في قوله {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ولو تأملنا في هذه الايات {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً * يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} سورة طه -105 -108 لاتضح لنا أن هذه الآيات تعرض لنا مشاهد من حوادث نهاية العالم ومشاهد أخرى من حوادث بداية القيامة.

فهناك فرق بين الحديث عن نهاية العالم -كما يطرح الغربيون - وعمل حسابات لعمر الأرض الافتراضي وبين الحديث عن علامات القيامة التي ألمح إليها القرآن الكريم، وأشارت إليها الأحاديث النبوية، والتي تجعلنا نحن المسلمين لا نصدق مثل هذه التكهنات، ونظل نؤمن بأن علم الساعة هو عند الله سبحانه، وقد حدثت كثير من التكهنات عن قيام القيامة فيما سبق، ولم يحصل شيء، ولم ينته العالم كما يروّجون، فهذا من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله جلَّت قدرته.

Kald_2345@hotmail.com
k-khodare@hotmail.com
 

هل ينذر العام 2012بنهاية العالم
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة