ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 08/07/2012 Issue 14528 14528 الأحد 18 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة

(وهبنا الله الذكريات لننعم بالورود في الشتاء)

-حكمة تركية -

في حياة كل منا أُناس استثنائيون لا يعبرون حياتنا مثل غيرهم، تختزن ذاكرتنا لهم صوراً تشع بالجمال وتنبض بالخير وفي وجداننا لهم مكان لا يشبه كل الأمكنة.

عندما عرفت أن عم والدتي أصابته عدة جلطات في المخ وهو في غرفة العناية المركزة حزنت لأنني أحمل له حباً وتقديرا كبيرين.. حزنت كيف أن شخصا مثله ينبض بالحياة يغيب عن أحداثها فجأة.

في غرفة العناية المركزة يمكث الإنسان قريبا من عناية الأجهزة به بعيداً عن الحياة بعيدا عن الضجيج، مع أن الناس من حوله يحاولون بثّ الحياة فيه بقراءة القرآن وبالدعاء وبطاقات الحب والسلام.

«العم سالم» لم يكن شخصية تقليدية.. كان مثقفا يتعاطى النقاش مع الصغير والكبير وكان رغم حنانه شخصية حازمة كنت في طفولتي أسمع الكثير من الحكايات التي تسردها والدتي عن حزمه وشخصيته القيادية، ورغم مرضه إلا أن ذلك لم يمنعه أن يكون حاضراً في وجداننا جميعا، ورغم بعد المسافات إلا أنه كان يحضر بثقافته وحنّوه في حياتي كثيرا. قبل أسبوعين كان يناقشني عن المعونات المادية التي تعطى الشعوب المتضررة وأهمية أن تكون الأولوية لبرامج التنمية في المجتمع.

كان ينبض بالحياة إلى أن فاجأته الجلطات فنقلته إلى حجرة العناية المركزة.

للعم سالم رصيد من الذكريات الجميلة لدى كل من عرفه عن قرب وأَلِفه روحاً شابة تتدفق بالعطاء.

وفي وجداني قد رسم صوراً عدة من الاحتواء والدعم لنجاحاتي وهمومي ولطالما تفهم طموحي بأعمق مما يفهمه الآخرون.

عندما يحل الليل في مانشستر وتبدأ السماء بتحيتها لنا بالمطر وعندما تشرق الشمس ويبدأ الصباح بتحيات المطر أبتهل إلى الله ألا يغيب وجهه البشوش عن حياتنا ويمد في عمره بالخير.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
العم سالم.. ونبض لا يتوقف
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة