تابعت لقاءات «قبة الجزيرة» وبخاصة الجزء الثاني المنشور بعدد يوم الأحد 20-7-1433هـ في لقاء رئيس تحرير الجزيرة وعدد من صحفييها مع معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ د. عبد اللطيف آل الشيخ، فكان حديث معاليه حديث المسؤول الواعي، ومعاليه بداية تميّز بخبرته الإدارية كمستشار سابق بإمارة منطقة الرياض له خبرته الإدارية والأمنية والشرعية وهذا ما يعطيه ميزة الخبرة والإدارة عن الرؤساء السابقين مع احترامي الشديد لهم جميعاً. إن شيخنا الفاضل وهو يتسنم رئاسة جهاز حساس وهام يتعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع نساء ورجالاً فللخبرة والحكمة والدراية دور مهم في إدارة هذا الجهاز وهي ما تتوفر في معاليه. ومما أعجبني في إجابات معاليه أنه يتحدث عن كل إجابة بعدة عبارات توطئة للجواب وهو ما يمهد للجواب بشكل مقنع ومبرر، كما أن معاليه يرى أن كل فتوى فيما يخص الناس يجب أن تكون مدروسة من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهذا يدل على وعي معاليه المدرك لخطورة الفتوى وعدم رميها أمام الناس وهي تفتقر إلى الاكتمال من هذه النواحي، فنحن نعرف أن هناك ما يُسمى السياسة الشرعية التي تراعي الظروف والزمان والمكان ومن المعروف أن أمور المجتمع التي ترتبط بمصالحهم وتتمشى مع النظام العام، فولي الأمر له الحق في سن أمورها ومن الواجب على المفتي مراعاة كل ذلك في فتواه.

وبمنطق العقل والشرع الممتزجين في نهج معاليه أعجبني تركيزه - وفقه الله- على الستر في قضايا المرأة وضرب مثالاً مقنعاً يدمي القلوب سيكون الستر فيه مصلحاً لأسرة وقائداً لها إلى بر الأمان بدلاً من أن يكون فضحها قاتلاً لها ولأسرتها التي لا ذنب لها، كما أكّد معاليه أن الستر هو أحد أركان الشريعة (لا فض فوك يا معالي الرئيس) ولعل ما ألمح معاليه إليه أن هناك إستراتيجية للاحتساب سيكون فيها الخير فإن معاليه بذلك يطمئن الخائفين على تفكك نشاط الهيئة وضياع قوتها إلى تحديد مهامها بشكل منتج تظهر فوائده على سلوكيات المجتمع وتحبب الاحتساب لدى الجميع بدلاً من كره البعض لدور رجال الحسبة المتسم غالباً بالقسوة والتشدد.

إن مسؤولاً بعقلية وفهم وإدراك معالي الرئيس الجديد ذي الخبرة الإدارية والشرعية لكفيل بأن يقفز بالهيئة خطوات إلى الأمام لتفعيل الاحتساب وتحبيبه إلى نفوس الناس وجني ثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترسيخه في مفاهيم المجتمع ومن ثم ترسيخ سلوكياته لديهم.

وفّق الله معالي وزملاءه لما فيه الخير.. والسلام.

محمد المسفر - شقرا