ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Monday 27/08/2012 Issue 14578  14578 الأثنين 09 شوال 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

لا أعتقد أنني سأكون مجافيا للحقيقة لو قلت إن أفضل تسمية لتويتر هو «الكاشف»، لأنه كشف الغطاء عن نجوم جديدة لم يكن بوسعنا أن نعرف عنها لو كان مصدرنا الوحيد هو الإعلام التقليدي، كما أنه كشف لنا عن شخصيات عامة موغلة في التخلف الفكري، رغم أن بعضها يحمل مؤهلات أكاديمية رفيعة. حسنا، لا بأس من انكشاف هذه الشخصيات على حقيقتها، فالواقع أن ما تطرحه أصبح فواصل كوميدية يتناقلها الناس، ويتندرون على قائليها، ولكن المشكلة عندما يتحول ما يقوله الكاتب من خلال الكاشف إلى «مخالفة» قانونية تستوجب العقاب، وتكون المشكلة أكبر عندما لا يكون هناك قانونا واضحا وصريحا يجرم بعض الأقوال التي تدعو إلى العنف، وعلى ربما ما هو أشد منه.

هناك شخصيات مريضة بالنرجسية وبشتى العقد النفسية، وهناك من ابتلي بداء الشهرة، وقد وجدت هذه الشخصيات في «الكاشف» مجالا خصبا للبحث عن ذواتها، ومن يتابع سيقرأ عجبا لا يخطر على بال، فتخيل أن أستاذاً جامعياً لم يجد له موطأ قدم في الصحف المحلية، فما كان منه إلا أن امتطى صهوة تويتر، مشنعا على التيار الفكري الذي يعتقد أنه حرمه من الكتابة الصحفية، وعندما لاقى هجومه تصفيقا من الجمهور، تجاوز كل الحدود بما يكتب، وخلط بين « الحرية» و»السماجة وقلة الأدب»، وهنا تفهمنا جميعا لماذا تم تسريحه من الصحيفة التي يكتب بها، فلا توجد صحيفة -حتى في العالم الحر- تسمح لأي أحد أن يتعدى على القانون، وهناك نماذج أخرى أشد وأنكى.

هل يمكن أن ننسى الكاتب « الزقرت» الذي وجد ضالته في البسطاء الذين يصفقون له كلما هاجم التغريب، حتى أنك لن تستغرب لو كتب يوما مــن عاصمة غربية أو شرقية ليناصح الناس بعـدم السفر، وربما يتحدث عــن أضراره، وأيضا سيجد من يصفق له، وهناك نسخ كثيرة من هذا الصنف الذي يعيش حياته في خطين متوازيين، أحدهما خط خاص يمارس فيه حريته كما يريد، والآخر خط عام يستخدمه للضحك على عقول الدهماء، ولهذه النوعية من البشر تصنيف علمي شهير وهو «صاحب الشخصيات المتعددة»، ثم هناك الذي يختزل الإسلام الصحيح في أهل بلدته، وهناك «مغرد الأخبار الحصرية»، والذي يبوح له الجميع بأسرار لا يعلمها سواه، والغريب أنه لا يصدق شيء من توقعاته، ومع ذلك فلا المخبرون ييأسوون، ولا هو يكلّ، فسبحان من هذا بأمره.

خلاصة القول أننا لا نمانع وجود شتى أصناف البشر في الكاشف، طالما أنها شخصيات كاريكاتورية غير ضارة. هذا، ولكننا نرى أن الوقت قد حان لسن قوانين صريحة وواضحة وصارمة تجرم «مغردي السوء» من مثيري العنصرية والطائفية، وكل من يدعو إلى العنف بكل أشكاله تصريحا أو تلميحا، وغير ذلك من الجرائم الأخرى المصنفة عالميا، إذا كنا نرغب حقا في السلم الاجتماعي، وأظننا كذلك.

فاصلة:

« الإنسان حيث يضع نفسه فإن وضعها اتضعت وإن رفعها ارتفعت»..عمرو بن العاص.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
الكاشف !
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة