ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 03/10/2012 Issue 14615 14615 الاربعاء 17 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعثرة الأحلام في سبيل قضية تكتشف مع طول الانتظار أنها خاسرة، هزيمة تحاول أن تبحث بين أنقاضها عن سبب وجيه لهذا التنازل، والمهم أن تدرك أنها مسؤوليتك وحدك، لأنك تبرأت من هويتك بمحض إرادتك.

وهو حال المرأة التي تحمل بين أضلعها حلماً كبيراً، ومواهب زاخرة، ولدت بها، وأحبّتها، ومارستها سرًا أو جهارًا، وبدلاً من تبنِّيها حتى تكبر لتصبح واقعًا له مكانة واسم، تقرّر التنازل من أجل حياة أخرى خاضعة للتوقُّعات، قد تجد فيها البديل لأحلامها، أو تقع تحت وطأة الخوف أو الخجل من ممارسة هواية أو هدف، لن تمارسه بداعي الواجب أو الاحتياج أو الضرورة، إنما تنمية لتقدير الذات، ومتعة لا تنتهي، تعاود ذروتها في كل مرة.

فكم تركت كثير من الفتيات شخصيتها الأصلية، قبل ولوج عالم الزواج، أو خوفًا من عدم تفهُّم ذويها، وحتى خجلاً وخشية من الانتقاد، لتكون إنسانة أخرى مختلفة، لتعايش حالة الإنكار، حتى تصطدم بما أجلته، في أول منعطف مع الخذلان.

على سبيل المثال، إحداهن خلال مشوار طويل من الزواج تخلّت عند عتبته عن موهبة الرسم، والتنسيق والديكور، ومهارة فذة في التسويق!

كل ذلك في سبيل احتواء الحياة الجديدة مع رجل رفض أيّ محاولة منها لإكمال ولو أحد أحلامها، إلاّ أنها اكتشفت مقدار خسائرها عندما وجدت أنّ جعل الزوج محور حياتها خطأ كبير، وعلمت أنّ الأمومة والتبعُّل، لا يتقاطعان مع أحلامها، ومع مرور الوقت تكدّست مشاعر الغضب والشعور بالدونية والكراهية لكل من ساهم في تعطيل أحلامها.

وبدأت في استرجاع مواهبها، إلاّ أنها أكدت فقدها لمستوى المهارة التي كانت تتمتع بها، وقدمت نصيحة لكل امرأة “أن لا تتخلى ببساطة عن شخصيتها وطموحها، مهما كان الثمن”.

لا شك أنّ الرجل في بداية الأمر يشعر باهتمام زوجته التي منحته جلّ انتباهها، إنما في منتصف الطريق سيشعر بالتوتُّر من هذا القيد، فسعادتها مرهونة بتواجده، ولن يحب أن تمارس حياتها في سبيل إرضائه ولو كان ضد رغبتها، فلن تعجبه شخصية هلامية تتشكّل وفق رغباته كأنما هي دون كيان.

وأخرى تركت خلفها حلم إكمال دراستها والتمتع بوظيفة تناسب قدراتها وطاقتها، وفقدت خلال حياتها ذاك التوهُّج في سبيل حياة مستقرة لم تجدها في غياب هويتها كتابعة.

إنّ تجاهل المواهب والأحلام والتخلِّي عنها، يسبب ألماً عميقاً في الزوايا القصيّة من شخصية الإنسان، يعتقد حينًا أنه نسي أمرها، ورضي بالواقع، إلاّ أنه في كل عثرة يجد لها ألف شماعة ليعلِّق عليها سبب تدهور حياته.

فكم من المواهب والأحلام تم أسرها حتى شاخت وانطفأ وهجها الذي تضيفه إلى احتفاء الإنسان بذاته ومنجزاته، وبالتالي ثقته بنفسه، فأجمل ما يتقنه الإنسان، هو ما منحه الله إيّاه كهبة ربّانية تنتظر الاحتواء لتنمو وتتعاظم وتساهم في تاريخ البشرية وتترك بصمة قبل الرحيل.

والمتابع لفضاء الإنترنت يرى الأسماء المستعارة تقدم أجمل ما لديها، لمجرّد أنها تلبس قناعاً لا يوصل إلى هويتها الحقيقية، كأنما يعيشون بشخصيتين، شخصية مقنعة لكن متجرّدة، وأخرى تتوشّح عباءة تتناسب مع بيئتها!

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
تزوّجي لكن..لا تتلاشي!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة