ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 13/12/2012 Issue 14686 14686 الخميس 29 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

المؤكد الذي نتفق عليه جميعاً، والذي تنص عليه جميع تعاليم وضوابط العمل الوظيفي، أن من يسند إليه عملاً وظيفياً أن يؤدي عمله بأمانة وإخلاص، وأن يرتقي في أدائه، وبما أن كثيراً من الوظائف ذات ارتباط بالمواطنين، وأن هذه الوظائف تقدم خدمات لها جانب إنساني بل يرتقي إلى عمل يسعى إليه الإنسان للتقرب إلى الخالق وأن يكسب حسنات حتى وإن كان يؤدي واجباً يتطلبه عمله الوظيفي.

هذا القول ينطبق على العاملين في مؤسسات الإيواء الاجتماعية، كمراكز إيواء الأيتام وإصلاحيات الأحداث وغيرها من المراكز التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، فالعاملون في هذه الدور والمراكز يجمعون بين العمل الوظيفي والإنساني، وهم في هذا يحصلون على الحسنتين، الأجر الوظيفي، والأجر الرباني إن هم أحسنوا عملهم وفهموا أن هذا العمل من أفضل ما يقوم به الإنسان، إلا أننا للأسف الشديد وبعد تكاثر الشكاوى والملاحظات يجعلنا نشكك في أداء عمل هؤلاء وظيفياً، فضلاً عن تفهمهم لدورهم الإنساني.

قبل أيام قام الزميل الدكتور علي سعد الموسى بزيارة تفقدية لدار الأيتام في جازان، والزميل قصد من زيارته التأكد من شكاوي نزلاء الدار من أيتام يستحقون أن نقف معهم ونساعدهم على الاندماج في المجتمع وتأهيلهم كمواطنين صالحين، وما قام به الزميل يتطلبه عمله ككاتب صحفي يهتم بقضايا الوطن الاجتماعية، وتفاعلاً منه كمواطن يعمل من أجل معالجة القضايا التي تهم المواطنين وترتقي بالخدمات التي تقدمها الدولة إليهم، وهي والحق يقال لا تبخل بذلك، إلا أن من توكل إليهم المهمة يقصرون بذلك، وهم بهذا يسيئون للدولة ويخربون جهودها.

المهم، أن الدكتور علي الموسى وتوافقاً مع دوره كمواطن أولاً، وككاتب صحفي يريد أن يعرف الحقيقة قبل أن يكتب عنها، فذهب إلى دار الأيتام في جازان، وهناك التقى بمن يقيمون في الدار واستمع إلى ملاحظاتهم ليتفاجأ بالدوريات الأمنية تحاصره وتطلب منه مغادرة الدار وإلا تعرض إلى القبض عليه!

كاتب صحفي يتطوع للوصول إلى الحقيقة التي يتفنن المسؤولون عن إدارة المراكز والدور والمؤسسات الاجتماعية الإنسانية في إخفائها عن الجمهور ويجهضون جهود الدولة، تُطلب له الشرطة وتحاصره وتهدده بالقبض عليه وبسجنه لأنه قام بعمله ودوره ككاتب يبحث عن الحقيقة!

هذه الفضيحة التي لا يريد وزير الشؤون الاجتماعية تكررها، عند ما تقصى الدكتور علي الموسى عن الذي جعل الدوريات تطارده وتطلب منه مغادرة محيط دار الأيتام، جاءته الإجابة الصاعقة بأن المسؤول عن الدار هو الذي طلب من الدوريات حماية الدار من (اقتحام الدكتور الموسى للدار)!!.

ما هذا؟! بدلاً من أن يبادر ذلك المسؤول إلى استقبال الدكتور علي الموسى الذي جاء لتفقد أحوال أيتام المركز ويقدم له المعلومات التي يريدها، يستدعي الشرطة له؟! مثل هذا الرجل هل أدى واجبه الوظيفي؟ وهل هناك ما يحاول إخفاءه؟ وهل يستحق مثل هذا الإنسان أن يرعى أيتاماً فقدوا عطف آبائهم فيأتي من يضيق عليهم ويمنع من يساعدهم؟

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
يوم القبض على الموسى
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة