ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 13/12/2012 Issue 14686 14686 الخميس 29 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

صحيح أن الوطن العربي الكبير هو حلمنا، وصحيح أننا نتمنى أن نصل يوماً إلى ديمقراطية حقيقية، وسوق اقتصادية مشتركة، وتعاون ثقافي فني، وصحيح أن ما يتعرض له السوريون يجرحنا ويحرجنا، وصحيح أننا لا نوافق أن يضطهد مواطن عربي في بلد ما، ونتألم لأجله، لكن ليس من المعقول هذا استبسال السعوديين في الاقتتال مع الإخوان في مصر، أو ضدهم، إلى درجة أن أصبح من يقف في صف الرئيس المصري مرسي هو إخوانجي الهوى، ومن يقف ضد قراراته أو ينتقدها هو فلول سعودي، وأتذكر أنني حينما كتبت بعد فوز مرسي بالرئاسة، أننا نتمنى ونحلم بأن يكون هذا الرئيس ممن يؤمن بقيمة الديمقراطية كفعل، ويسمح، بل يطالب بتداول السلطة بين القوى الوطنية المصرية، بعد انتهاء فترته الرئاسية، لشعوري أن مصر يمكن أن تكون أنموذجاً متميزاً للعالم العربي.

أما أن يصبح من ينتقد الرئيس مرسي، أو يقف مع معظم النخب المثقفة التي تطالب بإلغاء التعديلات التي أجراها الرئيس المصري، بحجة أنه لا يجوز إطلاق يد الرئيس في كل شيء، بما فيه الدستور، بتبرير أنه رئيس منتخب من المصريين، وترهيب هؤلاء بوصم الفلول، حتى انسحب الأمر على السعوديين والعرب الآخرين، فهو أمر يثير العجب، ويشعرنا أننا شعوب لا تقبل الحوار، حتى وإن دندنت فيه، وشعوب لا تتقبل وجهات النظر إن كانت تختلف عن أهوائنا.

فلا يعقل أن يعتبر البعض خطاب مرسي حينما يلقيه خطاباً خطيراً وبارعاً، إلى درجة أن يجعله هؤلاء في رتبة الدستور الذي لا يمكن مجادلته أو انتقاده، ولا يمكن اعتبار الخطوات أو المهام والواجبات التي يقوم بها كرئيس دولة، إنما هي فتح وقدرات خارقة لا يقوم بها بشر سواه، وكأنما نحن بدأنا فعلياً في صنع الدكتاتور بأيدينا، نتيجة مبالغاتنا في التقدير والقداسة.

ومن ناحية أخرى، يجب ألا نقبل بوصم من يرى في الرئيس مرسى قدرة سياسية فذة، بالانتماء إلى فكر الإخوان وثقافتهم، فمن يتابع الاتهامات والتراشق في مواقع التواصل الاجتماعي بين الكتاب السعوديين المهتمين بالشأن السياسي العربي، يشعر أن فلاناً يتزعم اسمه قوائم حزب الحرية والعدالة، وأن فلاناً كان المتحدث الرسمي للرئيس المخلوع حسني مبارك، أو سكرتيراً للمرشحين السابقين شفيق أو عمرو موسى، بينما الأمر لا يتعدى وجهات نظر، وحوار، وتبادل آراء.

الغريب أن الأمر وصل إلى أن بدأ هؤلاء باتهام الرئيس ومنافسيه بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل بحثاً عن الدعم، سواء بالبقاء على كرسي الرئاسة إلى الأبد، أو بالانقلاب الشعبي للمنافسين.

نعم نحن ندرك جميعاً أن الوعي السياسي مهم، ليس للكتاب فحسب، بل حتى للقراء والمتابعين، فالمواطن العربي بعد عام 2011م لم يعد هو قبل ذلك التاريخ، فقد أصبح يعرف حقوقه وواجباته، ويدرك ما ينفعه وما يضره، فمن الطبيعي أن يتابع ما يحدث على الساحة السياسية العربية، ويجد الكثير من المحللين لما يحدث، لكن دونما اتهامات بالعمالة والتخوين وما شابه ذلك، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمحللين من غير المصريين.

 

نزهات
الفلول والإخوانجية في السعودية!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة