ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Tuesday 18/12/2012 Issue 14691  14691 الثلاثاء 05 صفر 1434 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

للثقافة تعريفات كثيرة ومتنوعة ولها تشعبات ومسارب وانحناءات، لكن ليس بينها ما أبحث عنه، أولاً: لأنني أشك أن بينها ما يستطيع أن يختزل أو يحتكر تعريفها، وثانياً: لأن تعريفها يتم غالباً عن هوىً أو استعراض ربما، لكنني مقتنع تماماً بمقدرتها على الخلق والإبداع من أجل إدارة شؤون الحياة الكلية، وبأنها متعددة المصادر والتأثيرات وأخطرها البعد عن تعامل العقل معه، طبعاً ليس بالضرورة أن يكون هذا الخطر محصوراً فيما حفظناه سلفا فكررناه ببغائياً دون وعي منا وتدقيق وتمحيص، بل كل ما فعلَ بنا وحمّلنا مواقف وانطباعات بعيداً عن العقل، وبالتالي لا يمكن لشعب أو فرد غير عاقل أن يكون مثقفاً أو ناضجاً حتى وإن أنتج.. أدباً.. فناً.. وما يسعى به لإرضاء الذائقة الجمعية أو المستهدفة. العقل هنا ليس محصوراً بما يعاكس الجنون، بل بالانقياد إلى فهم ما يحيط بنا كما تفهمه عقولنا لا كما رآه غيرنا أو كما يرضي عواطفنا الشخصية ونرجسيتنا الذاتية على وجه الخصوص، دعوني أقل شيئاً لم أجرِ عليه بحثاً ولا إحصاءً بل هو ثمرة انطباعات من سجلات الحياة التي نعيشها، من الصحف وشبكات التواصل وخلافه، أرانا أمة عواطف وشعب انفعالات آنية، تحكم سلوكنا وإن نجم عنها أثار كبيرة وتستمر طويلاً!‏ أنا لا أفترض عداءً أكيداً بين العقل والعاطفة، بل يمكن أن تتصدى العواطف الجياشة لحمل العقل ولا سيما إن كانت عاقلة.

إذاً هي مبدئياً ليست خصلة سيئة بالضرورة، ويمكنها أن تكون حاملاً إيجابياً، لكنها غالباً عندنا ليست كذلك! حتى لتبدو عاطفة موروثة طابعها الراهن الفئية والبيئة ويجب ألا نخجل من ذلك ولا نبرئ أحداً منه! حتى بعض المثقفين الذين يبدعون فناً وشعراً وحكماً نراهم غارقين بعواطف الفيئة والبيئة إلى أعلى من قامتهم مع كامل الأسف،‏ هذا لا يعني أبداً أن ننسب كل ما يجري للفيئة والبيئة، فهي عوامل واحدة من العوامل المؤثرة الأخرى، وما يجتمع تحت ظلاله كل ما يجري، هو إبطال عمل العقل، وليس من السهل أن يستعيد عافيته! لذلك أقول: لنحذر من الاعتماد على ما يفترض أن يدخر في السلوك الراهن ولا سيما أن الأحداث لا تريهم بوابات العقل، بل متاهات الجنون، إن ما يؤلمني بحق موقف بعض المثقفين، كل منهم ينشد “وما أنا إلا من غزية...” أو يغض النظر عنه وقد تحول كنشيد للكثيرين، ليس إلى مدعاة تجمع وتآلف، بل إلى بوابات خلاف وفرقة ورحيل تؤدي إلى الموت الذي يقصف عمر الصغير والكبير، وثمة من يرجو من ذلك خيرا؟

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @
 

العقل ليس محصوراً بما يعكسه الجنون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة