ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 19/12/2012 Issue 14692 14692 الاربعاء 06 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما تراقب سلوك الشارع لبرهة.. سترى الوجه العدواني المستفز عند قيادة السيارات بالذات.. كل ما حولك يوحي بانفجار محتمل.. والشتائم المتطايرة هنا وهناك، والمصطدمة بزجاج النوافذ قبل أن تصل للآخر.. كل ذلك يُثير تساؤلاً حول هذا الاحتقان.. عن كنهه وأسبابه وجدواه!

إن كان السبب هو الازدحام والأجواء المناخية وغباء الآخرين.. فهي خارجية لا جدوى من مناقشتها.. ومن العبث أن تضيع وقتك في الجدل حول أمر خارج سيطرتك.

تلك صورة تتكرر في الحياة لكن ماذا عنك أنت.. عن فقدانك لتوهجك.. والغضب الذي يقتات على مزاجك وأعصابك.. ومن ثم يدمر صحتك النفسية والجسدية.. أهو لأمر تستطيع تغيره أم هو أبعد ما يكون عن نطاق سلطتك وقدراتك.. وكم من العمر أضعته في نقاش بيزنطي!

لماذا تجزع من وجود بعض الأمور التي لا تعجبك.. فحلها لن يكون بمقاتلتها والتصدي لها.. ولك أن تسأل عن الفارق الذي ستحدثه إن أنت فعلاً أوجدت نقطة التحول.. هل يستحق ما صرف عليه من الوقت.. والتضحية بعلاقات ومشاعر وأمور ثمينة لا يمكن استرجاعها بمجرد أن ترحل أو تكسر.

ذاك يشبه الندم إلى حد كبير.. فما هو الندم؟.. وما سر بقاء البعض عنده لا يبارحه.. كأنما توقف الزمان عند فعل ما.. أهو الخوف من أن يعلم الآخرين ما فعلت.. أم محاولة لفهم النتائج التي أتت خلاف توقعاتك.. أم هي مرحلة لاتهام الذات بالتقصير وتعذيبها وجلدها.. أم ماذا؟

إن كان ما حدث خرج من يدك.. لماذا تصر على بقاء جرحك مفتوح..؟

الندم ينتهي دوره بمجرد أن تدرك خطأك فقط.. لكن تحويل الوضع لبكائية لا تفارقك وتعوقك عن تجاوز ما حدث.. ذاك شيء آخر ومحاولة مستحيلة لإعادة الزمن للخلف.. وهو الفخ الذي يدمر الإنسان الذي بطبيعته يتعلم من زلاته.. إن لم يحولها إلى قيد وهمي.

بالإضافة إلى قدرة البعض على تحويل تجاربهم إلى اختراع مهيب.. تدور حوله التجارب الناجحة.. ذاك يساهم في قتل قدرة الآخر على القيام من جديد.. لأنه يضع نفسه في مقارنة غير عادلة.. كأنه قاع وغيره نجم.. فلتعلم أن الملائكة ليسوا بشراً.. ومن لم يخطئ هو فقط من لم يفعل شيئاً طيلة حياته.. وهذا محال إلا إن كان محدثك للتو خارجاً من رحم أمه.

وهم لا يختلفون كثيراً عن من يصور الماضي على أنه جيل ملائكي بفضيلة مطلقة.. في تحدٍ وخيانة للأجيال بعده.. والذين بدورهم سيدركون الحقيقة البشرية.. وكيف تقوم وتموت الحضارات.. وكيف أن الغرائز تهذب ويتعايش معها الإنسان لحظة يحترم وجودها.. في حين يفقد إنسانيته إذا حاول اجتثاثها.. أو عاش بها كخطيئة.. فإنها تنقلب عليه وتفتك به.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
عبقرية التجاوز..!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة