Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 25/04/2013 Issue 14819 14819 الخميس 15 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الأخيــرة

لا يبدو أن سقوط بشار وقبله صدام والقذافي، سيجعل منطقتنا تشعر بنوع من الهدوء والسلام كما كنا نتوقع. النظام في إيران اتضح أنه لن يدع المنطقة تعيش في سلام، فقد اتضح بما لا يدع مجالاً للتشكيك أن ميليشيا حزب الله، والتسليح والتدريب الذي يشرف عليه الحرس الثوري الإيراني، لم تكن في حقيقتها موجهة لإسرائيل، كما كان يتوقع البسطاء داخل لبنان وخارجها، وإنما إلى الداخل اللبناني أولاً، وثانياً لحماية حلفاء إيران، وهذا ما أثبتته الأزمة السورية بشكل لا يقبل لأي جدل.

دخول حزب الله إلى أتون الحرب في سوريا بكل هذا الزخم والقوة هو تصرف سيكلفه، وسيكلف الشيعة اللبنانيين، بل واللبنانيين عموماً تكاليف كارثية، وسيكون له قطعاً تبعات وعواقب لا أحد في مقدوره أن يتوقعها.

هناك - كما يقولون - تيار داخل حزب الله يصارع للنأي بالحزب عن الجحيم السوري، ولكنهم قلة، وبلا أية قوة ونفوذ؛ فالحزب ابتداء من أمينه العام نصر الله وحتى أصغر جندي من جنوده هم بمثابة (الرقيق) لإيران، يتصرف فيهم ملالي فارس كما يتصرف السيد في عبيده؛ فليس لهم أي قدرٍ ولو قليل من الإرادة المستقلة، اللهم إلا إرادة الخطب العنترية الحماسية التي يُجلجل بها السيد في كل مناسبة، وهذه الخطب كما يقولون - أيضاً - يوافق عليها وعلى تفاصيلها الإيرانيون؛ كما أن الإيرانيين هم من يتحكمون في الصرف داخل الحزب، فنصر الله أو أي أحد من كوادر الحزب ليس في يده أن يصرف دولاراً واحداً ما لم يوافق عليه مراقب الصرف الإيراني القادم من الحرس الثوري الإيراني.

والحزب، وكل كوادره السياسية والعسكرية، متورطون حتى آذانهم في قضايا قتل وتفجير وسرقة وتجاذبات مع فرقاء في الداخل والخارج، لن يُبقيها تحت الأرض خامدة إلا قوة الحزب العسكرية ودعم إيران المالي، وهم يعون ذلك جيداً، فالتمرد على طهران، والخروج عن بيت الطاعة الإيراني، يعني النهاية الحتمية قطعاً.

ويقال إن نصر الله سافر قبل أسابيع إلى طهران للتباحث حول الأزمة السورية وموقف الحزب عسكرياً منها، وإن الأوامر التي تلقاها هناك غير القابلة للنقاش هي (الدعم) لنظام الأسد حتى آخر جندي من جنود حزب الله، حتى وإن كان الثمن إقحام لبنان في القضية السورية كما هو الحاصل الآن خاصة في معركة (القصير).

الحكومة اللبنانية ممثلة في الرئيس اللبناني كلفت وزير الخارجية اللبناني أن يرفع مذكرة احتجاج لدى الجامعة العربية على ما تتعرض له الأراضي اللبنانية من انتهاكات قادمة من سوريا، وكان من المفروض أن تُوجه هذه المذكرة لا إلى الجامعة العربية وإنما إلى حزب الله الذي يسعى إلى إقحام لبنان في هذه الحرب، فهو سبب هذه الاعتداءات، وموقد جذوتها.

وفي تقديري أن تردد الرئيس اللبناني في اتخاذ موقف حازم من الحزب وتدخلاته في الحرب السوري سيكلف لبنان ليس على المستوى الإقليمي فحسب وإنما على مستوى التركيبة الطائفية اللبنانية، وبالذات المماحكات التي تتزايد بين السنة والشيعة مهددة بانفجار حرب مذهبية بين السنة والشيعة. وهذا ما نرى إرهاصاتها تتفاقم، فقد قال المتشدد السني اللبناني الشيخ سالم الرافعي: (إننا أعلنا فتوى بالتعبئة العامة في صفوف شباب أهل السنة حيث تداعينا كمشايخ من المناطق اللبنانية كافة لنصرة إخوتنا من اللبنانيين السنة الذين يتعرضون إلى مذابح في القصير). كما أعلن متشدد آخر من صيدا وهو الشيخ أحمد الأسير عن (وجوب الجهاد في سوريا -لا سيما القصير- من قبل كل مُستطيع، لا سيما من أهل لبنان)، وأعلن أن (الخطوة لا رجوع عنها متمثلة بتأسيس «كتائب المقاومة الحرة» بدءا من صيدا) كما جاء في صحيفة النهار.

ربما أن حزب الله لا يحفل بهذه التهديدات كثيراً لأنه يملك ميليشيا كاسحة عدداً وعدة وتدريباً، إلا أن الحروب الأهلية لا تعترف بالطرف الأقوى، فالجميع تحت حد السكين سواء.

بقي أن أقول إن ممارسات حزب الله في سوريا ولبنان وتاريخه الدموي يعني أن سقوط بشار لا يكفي لاستقرار المنطقة ما لم يُجتث حزب الله من جذوره.

إلى اللقاء.

شيء من
حزب الله يجر لبنان إلى ورطة مدمرة
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة