Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 30/05/2013 Issue 14854  14854 الخميس 20 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حديث الأوساط الاجتماعية خاصة المثقفة منها والشبابية الحملة الرقابية المنظمة التي قامت بها أمانة العاصمة الرياض في غضون الأسبوعين الماضيين، وشارك فيها - كما يقول خبر الشرق الاثنين الفائت - جميع البلديات الفرعية، وإدارات الأمانة المعنية، إضافة إلى الجهات الداعمة للأمانة في مثل هذه الأعمال الميدانية الشاملة لجميع أحياء العاصمة ممثلة بالإمارة والشرطة والدفاع المدني.. سبب شيوع الخبر والاهتمام به وتناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وفي المجالس والمنتديات الخاصة كون هذه الحملة ركزت على المخالفات الصحية ذات الصلة المباشرة وبقوة فيما يعده الإنسان من أغلا ما يملك ألا وهو « صحته»، إضافة إلى أن نقطة الانطلاق لهذا المشروع الرقابي الوطني الهام كانت المطاعم ومن في حكمها وأغلق خلال أربعة أيام فقط 380 مطعماً وبوفية وكافتيريا ومقهى منها مطاعم شهيرة لها سمعتها في السوق ولها روادها وزبائنها شبة الدائمين!!، ليس هذا فحسب بل تم في المرحلة الرقابية الثانية والتي استمرت لمدة يومين فقط إغلاق عدد آخر من المخابز ومعامل الحلويات جراء مخالفات متنوعة ذات صلة مباشرة بالصحة العامة وهو أيضاً رقم مرتفع يستحق التوقف عنده والتأمل فيه كما الأول!!.

ما أثار تعجب الشباب والمثقفين المهتمين بالشأن العام ولفت انتباههم وجود بعض المطاعم المشهورة جداً التي اعتاد الكل الأكل فيها والتردد عليها بين الفينة والأخرى في صدارة المطاعم المغلقة، ولأسباب صحية صرفة!!.

إن القيام بمثل هذه الحملات الوقائية الرقابية الشاملة وإغلاق المحلات المخالفة حماية للأنفس وضمان للسلامة العامة، وإبراز ما توصلت له عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتوعية الناس وإرشادهم إلى ما يحفظ عليهم صحتهم بعد حفظ الله لها مسئولية وطنية يجب القيام بها على أتم وجه وفي أحسن صورة وحق القائمين بها الشكر والتقدير لهم على ما بذلوه ويبذلونه من أجل الجميع، بل إن كلمات الشكر تتقازم أمام مثل هذه الجهود الرامية إلى الوقاية المجتمعية الشاملة، والمأمول تعميم مثل هذه التجارب الميدانية ذات الصبغة الشمولية والتكاملية على جميع مناطق المملكة وبشكل سريع، كما أن هناك حاجة ماسة لتوسيع الدائرة لتشمل كل ما له علاقة بذواتنا ومساس مباشر بسلامتنا كمغاسل الملابس وصوالين الحلاقة وأسواق الفواكه والخضار والمواد الغذائية والملاحم ومحطات الوقود على الطرق السريعة التي تقدم وجبات ومأكولات جاهزة و...

لقد تهاون البعض من التجار في الأمانة وربما وكل الأمر إلى العمال الذي لا يكترثون بنا أو أنهم من الطبقة الأمية الجاهلة ولم تكن منه المتابعة ومن ثم المحاسبة، وألف البعض الآخر عدم النظافة في المكان الذي لا يراه الجمهور مع أنه أهم بكثير من الوجهات الزجاجية التي تحظى بالاهتمام والعناية اليومية، وتلاعب البعض الآخر بالأوزان سعياً وراء زيادة هامش الربح و... والثمن قد يدفعه المواطن الذي وثق فيمن يقدم له مأكله ومشربه ويغسل له ملبسه ويحلق رأسه.

إن هذه النتائج المعلنة جراء هذه الحملات المنظمة مؤشر هام للوضع العام في كثير من أسواقنا ومرافقنا الخاص منها والعام، وتذكير لكل منا بواجبه الملقى على عاتقه إزاء مجتمعه وبني جنسه، وخطوة مهمة في حركة التصحيح الشاملة والعامة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين من أجل تحقيق النزاهة وتقليل مساحة ومنافذ الفساد في البلاد، ولذا فالكتابة عنها والإشادة بها وشكر القائمين عليها هي عندي مسئولية وطنية وواجب مجتمعي.

ربما يقول قائل إن هذا العمل ليس جديداً في أسواقنا التجارية فالإدارات المختصة في الأمانات والبلديات الفرعية والمجمعات القروية تقوم بين فترة وأخرى بهذا الجولات بشكل دائم، وهذا الكلام في إطاره العام صحيح وإن اختلفت النسبة من منطقة لأخرى، إلا أن الجديد في الموضوع المشاركة الجماعية، والجدية والصرامة في إنزال العقوبة، والتغطية الإعلامية المتضمنة التفاصيل الدقيقة وبيان نوع المخالفة بشكل صريح وبكل شفافية ووضوح.

بقي أن أذكر هنا أن «الأمانة» اسم هام يدل على صفة هي الأجمل في سلوك المسؤول، واختيار إطلاق «الأمين» لمن يقف على رأس الهرم في هذا القطاع الخدمي الهام له دلالات ومضامين وتبعات أتمنى ألا تغيب عن الأمناء ولا عن غيرهم، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
أمانة الرياض.. شكراً
د.عثمان بن صالح العامر

د.عثمان بن صالح  العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة