Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 30/05/2013 Issue 14854  14854 الخميس 20 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

ذات يوم بعيد، وأثناء دراستي في الولايات المتحدة، كنت في مطار جون اف كينيدي في نيويورك في طريق عودتي من إحدى زياراتي للمملكة، وحصل أمام ناظري موقف طريف لزميل سعودي كان قادما معي على ذات الرحلة، فأثناء توقفنا عند مسؤول الجمارك، طلب منا ذلك المسؤول فتح حقائبنا، ولم يكن هناك تدقيق حينها على العرب، والمسلمين في مطارات أمريكا، فقد كان هذا قبل أن تحل علينا بركات تنظيم القاعدة، إذ كان مسؤولو الجمارك يكتفون بسؤال الراكب شفهيا عما يحمله، وقد يطلبون منه فتح الحقيبة للنظر في محتواها سريعا، فلحى الله تلك الأيام الجميلة، فماذا وجد رجل الجمارك في حقيبة صاحبي؟!.

بعد أن فتح صاحبي حقيبته، لفت نظر رجل الجمارك مجموعة من الأكياس، فسأل زميلي عن ماهية ما بداخلها، فأجاب زميلي بأنها أنواع من البهارات، فأخذها رجل الجمارك، وأخذ يتفحصها مذهولاً، وقد شملت القائمة كميات لا بأس بها من الكمون، والحبة السوداء، والزعفران، وقد توقف المسؤول طويلاً عند كيس مليء بالليمون الأسود الجاف، وفتح الكيس، ثم أخذ حبة ليمون جافة، وسأل صاحبي عن ماهيتها، وفي تلك الأثناء كان هناك موظف جمارك آخر يراقب الموقف، ثم اقترب، وأخذ حبة الليمون من زميله، وقال له إن هذه كرة تنس!، ثم ضربها بالأرض ليتأكد من زعمه بأنها كرة، وعندما تيقن أنها ليست كرة، طلب من زميلي أن يشرح له ما هي؟، ولماذا أحضرها معه؟ وبعد أن فهم أنها نوع من البهارات التي تستخدم في الطبخ، قال مازحاً: لا تنسى أن تعزمنا عندما تطبخ، وتستخدم هذه البهارات الغريبة!.

تذكرت هذا الموقف، وأنا أشاهد قبل أيام فيديو على موقع يوتوب لمواطن سعودي في مطار سيدني في استراليا، فقد اتضح أنه يحمل في حقائبه أنواعا شتى من الأطعمة، والغريب أنه أحضر معه كثيرا من الأشياء المتوفرة هناك، ومن ضمنها العسل، والجبن، والخبز، والزيتون!. هذا، مع أنه ذكر في استمارة الوصول التي كتبها في الطائرة بأنه لا يحمل أي نوع من الأطعمة!، إذ إن ذلك محظور على المسافرين في كثير من الدول، وكان منظر هذا المسافر محزنا، ومثيرا للشفقة، وذلك بعدما تم إخراج كل تلك الأطعمة التي يحملها، وتم عرضها على كاونتر الجمارك أمام جموع غفيرة من المسافرين، ويبدو أن هذه ثقافة شائعة لدى كثير من المسافرين السعوديين، وهو ما يعرضهم لمواجهة المشاكل القانونية من جهة، ويسيء لهم، ولسمعة بلدهم من جهة أخرى، والمؤلم أن كثيرا ممن يفعل ذلك هم من المتعلمين، ولذا فإننا نعيد التأكيد بأن كثيرا من الإساءات التي توجه لنا في العالم الغربي قد تكون من صنعنا في كثير من الأحيان، وهذه هي الحقيقة المجردة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
محتويات حقيبة مسافر!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة